بعد سنوات من الجدل والمخاوف الأمنية المتعلقة بتطبيق تيك توك المملوك لشركة بايت دانس الصينية، وقع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمراً تنفيذياً بالموافقة على بيع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة لمجموعة من المستثمرين الأمريكيين.
يأتي هذا القرار في إطار جهود تهدف إلى السيطرة الأمريكية على التطبيق وتخفيف المخاوف بشأن وصول الحكومة الصينية إلى بيانات المستخدمين الأمريكيين.
تفاصيل الصفقة وتقييم تيك توك في السوق الأمريكي
تُقدر قيمة صفقة بيع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة بحوالي 14 مليار دولار، وفقاً لتصريحات نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانسي. ومن جهة أخرى، يرى محللون أن قيمة أعمال تيك توك في السوق الأمريكي قد تصل إلى أكثر من 60 مليار دولار إذا أُتمت الصفقة. وتعد هذه الصفقة جزءاً من اتفاق واسع بين الحكومتين الأمريكية والصينية يهدف إلى ضمان استمرار توفر التطبيق للمستخدمين الأمريكيين مع احتفاظ المستثمرين المحليين بالسيطرة.
من سيكون المالك الجديد ومن سيدير تيك توك في أمريكا؟
تشير التقارير إلى أن مجموعة من المستثمرين الأمريكيين، تضم شركات مثل أوراكل، Silver Lake، وAndreessen Horowitz، ستتولى إدارة عمليات تيك توك في الولايات المتحدة، حيث ستملك هذه المجموعة نحو 80% من الشركة الجديدة. أما الحصة المتبقية فستظل مملوكة للشركة الصينية بايت دانس. من المتوقع أن يتألف مجلس إدارة الكيان الجديد بشكل رئيسي من أعضاء أمريكيين، مع وجود ممثل واحد من الحكومة الأمريكية لضمان الرقابة.
وفي مقابلة حديثة، أشار ترامب إلى أن روبرت مردوخ وابنه لاكلان، بالإضافة إلى لاري إليسون رئيس أوراكل ومايكل ديل الرئيس التنفيذي لشركة Dell Technologies، قد يكون لهم دور بارز في هذه الصفقة.
دور أوراكل وأهمية الأمان في الصفقة
من المتوقع أن تتولى شركة أوراكل مسؤولية تأمين بيانات المستخدمين الأمريكيين لتطبيق تيك توك، خصوصاً أن أوراكل تقدم بالفعل خدمات السحابة للتطبيق وتدير بيانات المستخدمين في الولايات المتحدة. وستعمل أوراكل أيضاً على استنساخ وتأمين نسخة جديدة من خوارزمية تيك توك، ما يسمح للملاك الجدد باستخدام هذه التقنية مع ضمان حماية البيانات.
ماذا يعني هذا للمستخدمين الأمريكيين؟
بحسب تقارير، مع إتمام الصفقة سيُوقف تطبيق تيك توك الحالي في الولايات المتحدة، وسيُطلب من المستخدمين الانتقال إلى منصة جديدة تدار تحت ملكية أمريكية. ومع ذلك، لا تزال التفاصيل حول هذه المنصة الجديدة وميزاتها غير واضحة حتى الآن، وهو ما يثير التساؤلات حول مستقبل تجربة المستخدم.
بدأ الصراع مع تيك توك في أغسطس 2020، عندما أصدر ترامب أمراً تنفيذياً لحظر التعاملات مع شركة بايت دانس، بناءً على مخاوف أمنية. حاولت الإدارة الأمريكية إجبار بيع عمليات تيك توك لشركة أمريكية، مع دخول منافسين كبار مثل مايكروسوفت وأوراكل على الخط، لكن قضائياً تم تأجيل التنفيذ مما سمح للتطبيق بالاستمرار.
مع تولي بايدن الرئاسة، استمرت الإجراءات التشريعية ضد تيك توك، مع فرض قيود جديدة ورفع دعاوى قضائية متبادلة بين تيك توك والحكومة الأمريكية حول حقوق وحريات الاستخدام.
المستقبل: نحو ملكية مشتركة وفرص استثمارية
الآن، ومع موافقة ترامب على الصفقة، يبدو أن هناك تحركاً نحو اتفاقية ملكية 50-50 بين بايت دانس والمستثمرين الأمريكيين، وهو ما قد يضمن توازناً بين مصالح الجانبين. إلى جانب المستثمرين الرئيسيين، هناك مجموعات استثمارية وشخصيات بارزة مثل أليكسيس أوهانيان مؤسس Reddit، ومبتكر شبكة الإنترنت تيم بيرنرز-لي، التي تدعم هذا التوجه.
وفي ظل المنافسة القوية التي تضم شركات كبرى مثل أمازون، Walmart، ومايكروسوفت، يبدو أن صفقة تيك توك ستشكل نقطة تحول في عالم التكنولوجيا وعلاقات الأعمال الدولية.
