/84206/مركز-الملاذ-الآمن-الفضة-تسجل-مستويات-قياسية-في-الأسواق-المحلية-والعالمية
06:18 م - السبت 27 سبتمبر 2025
ارتفعت أسعار الفضة في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية، وذلك بعد أن حققت الأوقية مكاسب أسبوعية قوية بلغت نحو 7% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، مدفوعة بمجموعة من العوامل أبرزها تراجع الدولار الأمريكي، وتصاعد الطلب الصناعي، إلى جانب تزايد التوقعات بتيسير السياسة النقدية الأمريكية خلال الفترة المقبلة.
ووفقًا لتقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث، سجل سعر جرام الفضة عيار 800 في السوق المحلي 60 جنيهًا، بينما بلغ جرام الفضة عيار 999 نحو 75 جنيهًا، وعيار 925 حوالي 70 جنيهًا، في حين استقر سعر جنيه الفضة (عيار 925) عند 560 جنيهًا.
على الصعيد العالمي صعدت أسعار الأوقية في الأسواق العالمية من 43 دولارًا إلى 46 دولارًا خلال تعاملات الأسبوع، لتُسجّل بذلك أعلى مستوى منذ 14 عامًا، مدعومة بزيادة الإقبال الاستثماري على الأصول الآمنة، وتنامي الرهانات على استمرار دورة خفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما عزز جاذبية المعادن النفيسة غير المدرة للعائد مثل الفضة.
وأشار التقرير إلى أن الفضة لامست مستوى 46 دولارًا للأوقية، مع تركيز المستثمرين على الهدف التاريخي عند 50 دولارًا، موضحًا أن الزخم الحالي يُشير إلى أن موجة الصعود لا تزال في بدايتها، وأن المعدن الأبيض يمتلك القدرة على تجاوز مستوياته التاريخية إذا استمرت المحفزات الحالية.
العوامل المحركة للارتفاع -ضعف الدولار وتوقعات السياسة النقدية الأمريكية يُعد تراجع قيمة الدولار أحد أبرز العوامل الداعمة لصعود الفضة، إذ يُحفز المستثمرين على التحوّط من تقلبات العملات بالاتجاه نحو المعادن النفيسة.
ومع تزايد التوقعات بخفض الفائدة، تتجه السيولة نحو الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب والفضة. لكن، ورغم ذلك، حذّر أوستان جولسبي، عضو الاحتياطي الفيدرالي، من التسرّع في خفض الفائدة، مشيرًا إلى استمرار قوة سوق العمل الأمريكي، وهو ما قد يحد من اندفاع أسعار المعادن مستقبلاً.
-الطلب الصناعي المتزايد وخاصة في الطاقة الشمسية تتمتع الفضة بخصائص تجعلها معدنًا صناعيًا استراتيجيًا، إذ تُستخدم بكثافة في الإلكترونيات والخلايا الشمسية الكهروضوئية، ومع تسارع التحوّل نحو الطاقة النظيفة، يتزايد الطلب على المعدن بشكل غير مسبوق.
وتُظهر البيانات أن قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحديثة أصبحت محركًا رئيسيًا للأسعار، ما يجعل الفضة تجمع بين خصائص الملاذ الآمن والأصل الصناعي.
-عجز المعروض وتشديد السوق أشار التقرير إلى أن سوق الفضة العالمي يعاني من عجز متراكم في المعروض، نتيجة تباطؤ إنتاج المناجم مقارنة بارتفاع الطلب.
وخلال السنوات الخمس الأخيرة، بلغ العجز التراكمي نحو 800 مليون أوقية، فيما يُتوقع أن يصل العجز خلال عام 2025 وحده إلى 187 مليون أوقية، ما يعزز الضغوط الصعودية على الأسعار.
-العلاقة الذهبية – الفضية غالبًا ما تتحرك الفضة بالتوازي مع الذهب، إذ تُعد مكملة له في محافظ المستثمرين. ومع بلوغ الذهب مستويات قياسية تاريخية، استمدت الفضة زخمًا مماثلًا، خاصة وأنها أكثر تقلبًا وحساسية للتغيرات الاقتصادية.
التحديات والمخاطر مستوى المقاومة عند 50 دولارًا للأوقية، يرى محللون أن هذا المستوى يشكل حاجزًا نفسيًا مهمًا، وقد يشهد السوق تصحيحًا سعريًا إذا فشلت الفضة في تجاوزه بثبات.
التقلبات العالية:الفضة أكثر تقلبًا من الذهب، وغالبًا ما تشهد ارتدادات حادة بعد موجات صعود قوية. التأثر بسياسات البنوك المركزية:أي تشديد مفاجئ في السياسة النقدية أو رفع جديد للفائدة الأمريكية قد يقلل من جاذبية المعادن كملاذ آمن.
تذبذب الطلب الصناعي:تباطؤ نمو قطاعات التكنولوجيا أو الطاقة المتجددة قد يؤدي إلى انخفاض مؤقت في الطلب، مما يضغط على الأسعار.
تغيرات في العرض:زيادة الإنتاج أو ارتفاع كميات الخردة المعاد تدويرها قد يُخفف من حدة العجز ويُبطئ الزخم الصعودي.
دور الفضة في الاقتصاد العالمي أكد التقرير أن الفضة أصبحت عنصرًا محوريًا في الاقتصاد العالمي، ليس فقط كملاذ استثماري، بل كركيزة صناعية أساسية ضمن البنية التكنولوجية والطاقة المتجددة.
وتقود الأسواق الناشئة مثل الهند الطلب على الطاقة الشمسية منخفضة التكلفة، ما يُترجم إلى ارتفاع استهلاك الفضة في التطبيقات الصناعية.
كما بدأت العديد من الدول في تكوين مخزونات محلية من المعادن الحيوية، وعلى رأسها الفضة، ضمن سياسات الأمن الصناعي، ما يُضيف ضغوطًا إضافية على جانب العرض.
مقارنات مع الذهب السياسة النقدية: خفّض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مؤخرًا سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.00% – 4.25%، مع توقعات بمزيد من الخفض قبل نهاية العام، وهو ما يُعزز الاتجاه الصعودي للمعادن.
الطلب على الملاذات الآمنة: تصاعد التوترات الجيوسياسية، خصوصًا الحرب الروسية – الأوكرانية، دفع المستثمرين إلى تعزيز حيازاتهم من الذهب والفضة كأصول تحوط ضد المخاطر.
توقعات مستقبلية إذا نجحت الفضة في اختراق مستوى 50 دولارًا للأوقية بثبات، فقد نشهد موجة صعود جديدة تتجه نحو مستويات تاريخية أعلى.
أما في حال فشل الاختراق، فمن المرجح حدوث تصحيح محدود نحو مستويات دعم تتراوح بين 42 – 44 دولارًا. وفي كل الأحوال، يتوقع المحللون أن يستمر الطلب الصناعي المتنامي والابتكار التكنولوجي في دعم الأسعار على المدى المتوسط، حتى في حال تراجع الزخم الاستثماري مؤقتًا.