حقق فيلم "معركة تلو الأخرى" (One Battle After Another) من إنتاج وارنر براذرز، وبطولة ليوناردو دي كابريو وإخراج بول توماس أندرسون، انطلاقة قوية في شباك التذاكر مع تحقيق 2.5 مليون دولار من العروض التمهيدية يوم الخميس.
ورغم أن هذه الأرقام تبدو متواضعة مقارنة بأعمال سابقة، إلا أن التقارير الداخلية تشير إلى وجود زخم متصاعد في المبيعات، خاصة في المناطق الحضرية الكبرى، ما يفتح الباب أمام أداء قوي خلال عطلة نهاية الأسبوع.
مقارنة مع أعمال دي كابريو السابقة
تأتي هذه البداية متقاربة من افتتاح فيلم دي كابريو السابق، "قتلة زهرة القمر" (Killers of the Flower Moon)، الذي حقق 2.6 مليون دولار في معايناته، ووصل لاحقًا إلى 23.2 مليون دولار في أول عطلة نهاية أسبوع له، رغم قيوده التسويقية بسبب إضرابات 2023.
يُذكر أن "قتلة زهرة القمر" كان فيلمًا طويلاً للغاية بمدة 3 ساعات و26 دقيقة، في حين أن "معركة تلو الأخرى" يمتد لـ ساعتين و41 دقيقة، ما يجعله أكثر سهولة في التوزيع والعرض، مع وتيرة سرد أسرع كما أفاد النقاد.
الإقبال الجماهيري والنقدي: تقييمات مشجعة
على موقع Rotten Tomatoes، نال الفيلم تقييمًا جماهيريًا بلغ 87%، متفوقًا على عدد من أبرز أفلام دي كابريو مثل "العائد" و"ذئب وول ستريت"، وأفضل من أعمال أندرسون الأخيرة مثل "بيتزا عرق السوس".
ويسهم هذا التفاعل الإيجابي في تعزيز ثقة الجمهور بالأعمال السينمائية الأصلية وسط طوفان المحتوى الموجه للبث.
افتتاح محدود وأرقام مقارنة
عرض الفيلم في 3200 دار عرض بدءًا من الساعة الثانية ظهرًا، وهي استراتيجية أقل انتشارًا مقارنة بفيلم "ذات مرة في هوليوود" من إخراج كوينتن تارانتينو (2019)، الذي بدأ عروضه في وقت لاحق وحقق 5.8 مليون دولار من المعاينات.
ورغم ذلك، يبقى "معركة تلو الأخرى" مختلفًا من حيث التوقيت، الميزانية، والفئة المستهدفة، وهو ما يجعل المقارنة غير حاسمة حتى الآن.
ميزانية ضخمة وتوقعات غير محسومة
يُتوقع أن تتراوح إيرادات الفيلم المحلية بين 20 إلى 140 مليون دولار، مقابل ميزانية إنتاج ضخمة تبلغ نحو 130 إلى 140 مليون دولار.
ورغم عدم مشاركته في مهرجانات الخريف الكبرى، بعد تجربة "جوكر: الجنون المزدوج" في مهرجان فينيسيا العام الماضي، إلا أن شركة وارنر براذرز اختارت إطلاق الفيلم مباشرة بعد انتهاء مهرجان تورنتو، في محاولة لضمان تركيز إعلامي ونقدي أكثر استقرارًا.
رهان على السينما الأصلية في وجه البث
مع تزايد هيمنة منصات البث على صناعة الترفيه، يُعد النجاح المحتمل لفيلم "معركة تلو الأخرى" اختبارًا حقيقيًا لقوة الأفلام الأصلية ذات الميزانيات العالية في شباك التذاكر. وإذا ما استمر الفيلم في جذب المشاهدين بنفس الوتيرة، فقد يساهم في إعادة الثقة إلى صناعة السينما التقليدية، ويعزز مكانة وارنر براذرز كمحور رئيسي في تقديم محتوى سينمائي قوي ومستقل.
بداية مستقرة مع مؤشرات واعدة
يبقى النجاح الكامل للفيلم رهين الأداء في الأيام المقبلة، لكن انطلاقته القوية في المعاينات، وارتفاع تقييماته النقدية، يوحيان بأن "معركة تلو الأخرى" في طريقه لأن يكون أحد أبرز أفلام الخريف.
