تسهم الطاقة الشمسية في نيجيريا لأول مرة في عملية إعادة تدوير النفايات البلاستيكية، الأمر الذي يعد بمستقبل أكثر استدامة، إذ يعمل على توفير طاقة نظيفة وحماية البيئة والمياه من المخلفات البلاستيكية والتلوث الكبير الناجم عنها.
ودشّنت نيجيريا أول مشروع لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية في مدينة واني بولاية ريفيرز، الذي يعمل بالطاقة الشمسية، بشراكة بين شركتي "ويست أفريكا كونتاينر تيرمنال (واكت)-إيه بي إم تيرمينالز نيجيريا" و"غارباج إن و فاليو أوت (جيفو) أفريكا، وهي شركة تدوير نفايات تعمل في القارة السمراء، وتركّز في نيجيريا وليبيريا.
ووفق "واكت"، فإن مركز إعادة تدوير النفايات البلاستيكية الذي يعمل بالكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية في نيجيريا يخلق فرصًا ويبني مستقبلًا أكثر اخضرارا للمجتمع المستضيف له، والمجتمعات المُحيطة، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ورغم أن نيجيريا تُعدّ أكبر منتج للنفط في أفريقيا، فإنها تعاني من فقر الطاقة على نطاق واسع، ولا يختلف الوضع فيها عن سائر الشقيقات السمراوات، حيث يعتمد معظم شعوب القارة على الحطب في الطهي، وتعاني من انقطاع الكهرباء لمدة طويلة يوميًا.
إسهام الطاقة الشمسية في تحسين الصحة
قالت شركة "واكت" التي تشارك في مشروع إعادة تدوير النفايات البلاستيكية باستعمال كهرباء الطاقة الشمسية في نيجيريا: "المبادرة تعكس التزام الشركة ببيئة أكثر اخضرارًا وتحسين المعيشة للجميع، معًا نبني المستقبل للشركات والمجتمعات والكوكب".
ويبلغ حجم النفايات البلاستيكية اليومية التي سيعيد المشروع الجديد تدويرها نحو 300 كيلوغرام، ما يعادل 90 طن متري سنويًا، تُعاد إلى الاستعمال مجددًا.
كما يسهم تشغيل المشروع بالطاقة الشمسية في خفض انبعاثات الكربون بنحو 2000 طن متري سنويًا، ويخلق 15 وظيفة مباشرة، و50 غير مباشرة، ويُسهم أيضًا في تحسين الصحة العامة في المناطق المحيطة، ويوفر بيئة مستدامة.
ويُنظر لمشروعات الطاقة الشمسية في نيجيريا، مؤخرًا، بوصفها مصدرًا مهمًا يمكن أن يساعد في انتشال الشعب من فقر الطاقة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أعلنت عدّة شركات برنامجًا لنشر محطات الطاقة الشمسية في نيجيريا، ودمجها مع الديزل وبطاريات التخزين، لضمان توفير كهرباء موثوقة ورخيصة نسبيًا للنشاطين التجاري والصناعي، وهي الخطوة التي أغرت الشركات بعد إلغاء دعم الوقود في الدولة الأفريقية.
انسداد مواسير الصرف الصحي
قال مدير العلاقات المجتمعية في شركة "واكت" النيجيرية التي تشارك في مشروع إعادة تدوير نفايات بلاستيكية باستعمال الطاقة الشمسية، جاستن أوكوفو، إن هذا المشروع انبثق عن حاجة مجتمعية، حيث فرض تحديًا بيئيًا في المنطقة جراء سدّ تلك المخلفات المتراكمة لمواسير الصرف الصحي، بإجراء دراسة للمشروع في 2022.
وأضاف في تصريحات لـ "إي إس آي أفريكا": "لعلاج هذه المشكلة بطريقة مستدامة؛ طوّر فريق العمل فكرة إعادة تدوير الزجاجات البلاستيكية، وتحويلها لموارد جديدة للمجتمع".
بينما عبّرت شريكة "واكت" في المشروع شركة "جيفو" بأنها متحمسة للغاية للمشروع الذي يتّسم بأنه حيادي الكربون، وتعليمي، ويخلق دخلًا ووظائف، ويوفر بيئة للتعاون مع المجتمع ليصبح أكثر صحة ويضمن مستقبلًا أكثر استدامة.
وقالت : "بهذا المشروع نحن نوّسع نطاق عملنا، ونجعل إعادة التدوير أكثر سهولة، ونعزز تأثيرنا في أنحاء البلاد، ونحن نفخر بالشراكة مع واكت في هذا الفصل الجديد من العمل".
وأشارت إلى أن المشروع هو دليل على إمكان تحويل النفايات إلى قيمة حقيقية لمجتمع أكثر اخضرارًا، ويخلق فرصًا للجميع".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
