أفادت مصادر لوكالة أنباء "أسوشيتد برس" بأن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) يتجه نحو التصويت على قرار يقضي بتعليق عضوية إسرائيل، على خلفية الحرب في غزة.
"يويفا" يتجه للتصويت على تعليق عضوية الاحتلال بسبب الحرب في غزة
وذكرت صحيفة (تايمز) البريطانية، اليوم الخميس، أنه يجري وضع خطط لعقد اجتماع استثنائي الأسبوع المقبل للجنة التنفيذية ليويفا لمناقشة هذا الموضوع، على الرغم من أنه لم يتم تحديد أي موعد نهائي بعد.
ومن المتوقع أن تدعم أغلبية أعضاء اللجنة التنفيذية ليويفا، التي تتكون من 20 عضوًا، أي تصويت لصالح تعليق مشاركة الفرق الإسرائيلية في المباريات الدولية، وفقًا لما ذكره مصدران لوكالة أسوشيتد برس، شريطة عدم الكشف هويتهما نظرا لحساسية الموضوع.
وتأتي هذه الخطوة قبل أسبوعين من استئناف منتخب إسرائيل مبارياته في مجموعته بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث يلعب ضد مضيفيه منتخبي النرويج وإيطاليا الشهر المقبل.
وصرح جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الذي دعا أكثر من مرة لتعليق عضوية إسرائيل، بأنه سيلتقي السلوفيني ألكسندر سيفرين، رئيس يويفا، الأسبوع المقبل، إلى جانب كيرستي كوفنتري، رئيسة اللجنة الأولمبية الدولية.
وقال الرجوب في تصريحات لمحطة(تي في 2) النرويجية، ونقلتها وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) "أعتقد أنه لا ينبغي السماح للإسرائيليين بالمشاركة في أي مباريات، سواء أكانت خاضعة لتنظيم يويفا أو الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا".
وأكد رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني "لقد انتهكت إسرائيل مبادئ وقيم وقوانين فيفا. لذلك، أعتقد أنه يجب فرض عقوبات عليها. آمل أن يلتزم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بروح هذه القوانين ".
وشدد الرجوب "من مسؤوليتهم حماية قوانينهم ولوائحهم. إن استبعاد روسيا من فيفا في غضون ساعات قليلة (من غزوها لأوكرانيا عام 2022)، بينما يتم السماح لإسرائيل بمواصلة انتهاكاتها وجرائمها ضد الأسرة الكروية الفلسطينية يندرج تحت سياسة الكيل بمكيالين من جانب رئيس فيفا، ".
ومن غير الواضح ما إذا كان فيفا سيدعم استبعاد إسرائيل نظرا للعلاقات الوثيقة بين رئيسه، جياني إنفانتينو، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وينظر إلى دعم إدارة ترامب لتأمين كأس العالم، ومنح التأشيرات للاعبين والمسؤولين وربما مئات الآلاف من المشجعين الزائرين، باعتباره مفتاحا لقيام فيفا بتقديم بطولة ناجحة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك العام المقبل.
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الحاكم لفيفا في مدينة زيوريخ السويسرية الأسبوع المقبل، حيث يضم المجلس، المؤلف من 37 عضوا، ثمانية أعضاء من يويفا.
وتزايدت الدعوات لاستبعاد إسرائيل من مسابقات كرة القدم وغيرها من الرياضات في الأسابيع الأخيرة وسط احتجاجات على الخسائر الإنسانية الناجمة عن حملتها العسكرية في غزة.
وفي الأسبوع الماضي، صرح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بأنه يجب منع إسرائيل من المشاركة في الأحداث الرياضية الدولية، تماما كما حدث مع روسيا، التي تم استبعادها بعد غزوها الشامل لأوكرانيا عام 2022.
وأعرب يويفا وسيفرين عن موقف أكثر تشددا تجاه إسرائيل الشهر الماضي عندما وُضعت لافتات كتب عليها "أوقفوا قتل الأطفال. أوقفوا قتل المدنيين" على أرض الملعب خلال مباراة باريس سان جيرمان الفرنسي وتوتنهام هوتسبير الإنجليزي ببطولة كأس السوبر الأوروبي بمدينة أوديني الإيطالية.
وأعلن مكتب وزير الرياضة والثقافة الإسرائيلي، ميكي زوهار، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، موشيه زواريس، اليوم الخميس، عن عملهم "بشكل مكثف خلف الكواليس" لعرقلة جهود إخراج إسرائيل من يويفا.
وأضاف: "الخطوة الصحيحة الآن هي التصرف بمسؤولية مع الجهات المختصة وعدم الإدلاء بتصريحات، وهذا هو نهج جميع الأطراف المشاركة في هذه الجهود. سنتناول هذا الأمر لاحقًا".
كما صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة (سكاي نيوز) اليوم: "سنعمل بكل جهد لوقف أي محاولة لمنع المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم من المشاركة في كأس العالم".
أما زواريس، فتحدث لمحطة (تي في 2) قائلا "أعتقد أن رئيس يويفا، يقوم بعمل رائع في الحفاظ على استمرارية كرة القدم. فهو يضمن للجميع اللعب. لأننا جميعا ندرك أن هذا لن يوقف الحرب أو ما يحدث في نهاية المطاف".
وزاد "أتمنى حقا أن تنتهي الحرب. أدعو الله كل يوم أن تنتهي. أريد حقا أن نعيش بسلام مع جيراننا وأن يعود رهائننا إلى ديارهم. أرغب بالفعل في أن يلعب أطفالنا مع أطفال الفلسطينيين".
وكشف "ليست لدينا مشكلة مع الفلسطينيين، مشكلتنا فقط مع حماس. لكنني لا أعتقد أن إيقاف كرة القدم سيفيد بأي شكل من الأشكال. هل رأينا أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا انتهت بعد حظر الفرق الرياضية الروسية؟ لا أرى أن ذلك حلا لأي مشكلة".
ومنذ هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي أشعلت الحرب، دأب منتقدو رد فعل إسرائيل على الإشارة إلى قيام فيفا ويويفا بتعليق مشاركة روسيا في المنافسات الدولية بعد أيام من الغزو العسكري الكامل لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وفي الأسبوع الماضي، تم اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة من جانب لجنة تحقيق كلفها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
ودعا مقررو الأمم المتحدة الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم إلى تعليق عضوية إسرائيل وقالوا في بيان: "يجب على الرياضة رفض فكرة أن الأمور تسير كالمعتاد".
وأشاروا "يجب على الهيئات الرياضية ألا تغض الطرف عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، خاصةً عندما تُستخدم منصاتها لتطبيع الظلم".
وكان الحظر المفروض على روسيا مدفوعا أيضا برفض عدد كبير من الاتحادات الأعضاء في يويفا خوض مباريات مقررة ضد الفرق الرياضية الروسية، بما في ذلك بولندا التي كان من المقرر أن تسافر إلى موسكو لخوض تصفيات كأس العالم 2022.
ولم يرفض أي منتخب أو ناد في أوروبا حتى الآن اللعب ضد خصم إسرائيلي، على الرغم من أن مسؤولي كرة القدم في النرويج وإيطاليا أعربوا علنا عن عدم ارتياحهم في الأسابيع الأخيرة.
كما تعهد الاتحاد النرويجي لكرة القدم بالتبرع بأرباحه من مبيعات تذاكر مباراة منتخب بلاده ضد ضيفه الإسرائيلي يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول القادم في العاصمة أوسلو لدعم العمل الإنساني في غزة الذي تقوم به منظمة أطباء بلا حدود.
وتم انتخاب كل من الإيطالي جابرييل جرافينا والنرويجية ليز كلافنيس في عضوية اللجنة التنفيذية ليويفا، والتي يحق لها التصويت على تعليق عضوية إسرائيل، كما يتواجد زواريس، رئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، أيضا في اللجنة.
ويحتل منتخب إسرائيل المركز الثالث في مجموعتها بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم خلف منتخبي النرويج وإيطاليا، ولم يتبق لإسرائيل سوى ناد واحد فقط في المسابقات الأوروبية وهو مكابي تل أبيب، الذي يشارك في بطولة الدوري الأوروبي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.