تواضروس , شهد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الخميس، حفل تخريج الدفعة الأولى من فصل اللغة الألمانية ضمن برنامج اللغات الصيفي، الذي يُنظمه المكتب البابوي للمشروعات بالتعاون مع سفارة النمسا بالقاهرة والمدرسة الألمانية لراهبات القديس شارل بوروميه بمنطقة باب اللوق.
أُقيم الحفل بالمقر البابوي بالقاهرة، وسط أجواء احتفالية وروح إيجابية جسدت قيمة الشراكة الثقافية والتربوية بين الكنيسة القبطية والمؤسسات الدولية.

البابا تواضروس يؤكد أهمية اللغات في بناء أجيال منفتحة
وفي كلمة له خلال الحفل، عبّر البابا عن سعادته البالغة بإضافة اللغة الألمانية إلى برنامج اللغات الصيفي، معتبرًا أن تعلم لغة جديدة هو بمثابة نافذة على المستقبل تتيح للشباب آفاقًا جديدة للتواصل مع العالم.
وقال قداسة البابا:
“اللغة ليست مجرد وسيلة للتحدث، بل جسر للتفاهم والانفتاح، ومن خلال تعلم لغات جديدة، نُربي أجيالًا قادرة على التفاعل مع الثقافات المختلفة.”
وأكد البابا على أن الكنيسة لا تهتم فقط بالتنمية الروحية، بل تضع على عاتقها مسؤولية تنمية النواحي الاجتماعية والفكرية لدى الشباب، ليكونوا أكثر استعدادًا لخدمة مجتمعهم والاندماج فيه بوعي وفعالية.

إشادة دولية بالتجربة وأثرها الإنساني والتعليمي
من جانبهم، أعرب ممثلو سفارة النمسا والمدرسة الألمانية عن امتنانهم وتقديرهم العميق لقداسة البابا والمكتب البابوي للمشروعات على هذه المبادرة البناءة، مشيرين إلى أن التجربة لم تقتصر على تعليم اللغة فحسب، بل ساهمت أيضًا في تنمية مهارات الطلاب الاجتماعية والشخصية، وغرست فيهم قيم الاحترام والتعاون والانفتاح على الآخر.
وشددوا على أن اللغات تمثل أدوات لبناء جسور الحوار والسلام بين الشعوب، وهو ما تجلى في هذا التعاون الراقي بين مؤسسة دينية كبيرة وسفارة أوروبية ومدرسة ألمانية.

خطوة رائدة في دعم التعليم والتنوع الثقافي داخل الكنيسة
اختُتم الحفل بتوزيع شهادات التخرج على الطلاب، والتُقطت صورة تذكارية جماعية لهم مع قداسة البابا، الذي هنأهم على اجتيازهم المرحلة الأولى من تعلم اللغة الألمانية، وحثهم على مواصلة التعلم والانفتاح على مزيد من التجارب الدولية.
تمثل هذه المبادرة خطوة رائدة من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في دعم التعليم غير التقليدي، والتأكيد على دور الكنيسة كمؤسسة وطنية تهتم بتنمية الإنسان بكل جوانبه، وتواكب التحديات الثقافية لعصر يتطلب التواصل متعدد اللغات والثقافات.