تواضروس , إستقبل قداسة البابا وفد لجنة الشؤون الثقافية بالبرلمان الدنماركي،خميس، في المقر البابوي بالقاهرة، وذلك ضمن زيارة رسمية للوفد إلى مصر تهدف لتعزيز العلاقات الثقافية والتاريخية بين البلدين.
وقدّم البابا للوفد عرضًا موجزًا عن التاريخ المصري العريق، متناولًا ما أسماه بـ”طبقات الحضارة السبع”، والتي تشمل:
الفرعونية
القبطية
الإسلامية
العربية
الإفريقية
المتوسطية
اليونانية الرومانية
وأشار قداسته إلى أن نهر النيل ليس مجرد نهر جغرافي، بل يُمثل “شريان الحياة وروح الاعتدال والعبادة للمصريين”، مؤكدًا أن المصريين يتميزون بالتدين الفطري ويعيشون في تناغم اجتماعي وثقافي فريد.

إشادة دنماركية خلال لقاء البابا تواضروس بالعلاقات الثقافية والتاريخ القبطي
أعرب أعضاء الوفد الدنماركي عن سعادتهم بزيارة مصر، مؤكدين على أهمية تعزيز العلاقات الثقافية بين بلادهم ومصر. كما شددوا على أن التاريخ القبطي جزء أصيل من الهوية المصرية، ويُعد أحد روافد حضارتها المتنوعة.
وقد أبدى الوفد اهتمامًا كبيرًا بالدور الذي تلعبه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المجتمع المصري، وما تقوم به من جهود روحية وثقافية ومجتمعية على المستويين المحلي والدولي.

موقف إنساني حازم من البابا تواضروس تجاه ما يحدث في غزة
وفي حديثه عن القضية الفلسطينية، أكد البابا أن “السلام بين مصر وإسرائيل قائم ومستمر منذ أكثر من خمسين عامًا”، لكنه شدد بلهجة حاسمة على أن “ما يحدث في غزة لا ينسجم مع الإنسانية ولا يمكن قبوله”، في إشارة إلى الانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين.
كما أعرب عن أمله في أن تنتهي الحروب قريبًا، وقال بثقة:
“مستقبل الشرق الأوسط سيكون أفضل، والحروب ستتوقف مهما طال الزمن”.

الكنيسة القبطية بين الأصالة والتجديد
اختتم البابا اللقاء مؤكدًا أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي “كنيسة تقليدية متجددة”، تجمع بين الحفاظ على الجذور التاريخية والانفتاح على التطوير. وشدد على استمرار الكنيسة في أداء رسالتها الروحية والمجتمعية، بروح محبة وعمل مشترك يخدم الجميع داخل مصر وخارجها.
الزيارة تركت انطباعًا إيجابيًا لدى الوفد الدنماركي، الذي أشاد بثقافة الحوار والانفتاح الديني والتاريخي الذي لمسه خلال اللقاء، ما يعكس صورة مصر كدولة حضارية تجمع بين التعددية والإنسانية.