أخبار عاجلة
محمد يوسف يكشف تطورات المدرب الجديد للأهلي -

كلّ دقيقة بدت وكأنها الأخيرة.. أسبوع من الصمود والنزوح فى مدينة غزة

كلّ دقيقة بدت وكأنها الأخيرة.. أسبوع من الصمود والنزوح فى مدينة غزة
كلّ دقيقة بدت وكأنها الأخيرة.. أسبوع من الصمود والنزوح فى مدينة غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع اقتحام الدبابات واجهت عائلات غزة أصعب الخيارات حتى الآن

فى الساعة العاشرة والنصف من صباح الأحد الماضي، كانت سماح حبوب تُعدّ وجبةً متواضعةً لأطفالها الأربعة فى شقتها بالطابق الحادى عشر بمدينة غزة، عندما حطمت صرخاتٌ من الدرج هدوء الصباح.

"أخلوا!" صرخ الجيران. بعد لحظات، كانت حبوب، وهى طاهيةٌ محترفة، تُرشد أطفالها إلى الخارج حاملةً بعض الحقائب. بعد نصف ساعة من فرارهم، وقفت فى الجهة المقابلة من الشارع تُشاهد غارةً جويةً إسرائيليةً تُحوّل منزلها فى برج الكوثر إلى رماد.

قالت: "كان الأمر أشبه بفقدان طفلٍ ربّيته لعشرين عامًا".

شكّل هذا الدمار بداية أسبوعٍ مُروّع فى مدينة غزة، حيث شنّت إسرائيل أكبر هجومٍ بريٍّ لها منذ ما يقرب من عامين، مُشرّدةً مئات الآلاف. اضطرت العائلات للاختيار بين البقاء وسط قصف مكثف أو الفرار جنوبًا إلى "مناطق إنسانية" مكتظة وتفتقر إلى الإمدادات - غير متأكدين مما إذا كانوا سيجدون الأمان أو حتى ينجوا من الرحلة.

المدنيون يدفعون الثمن

وصف جيش الدفاع الإسرائيلى الهجوم بأنه مهمة لتفكيك البنية التحتية لحماس وإنقاذ ٤٨ رهينة متبقين. حاصرت الدبابات والقوات مدينة غزة يوم الإثنين، مدعومة بقصف جوى وبحري. وكان من بين الأهداف الجامعة الإسلامية التى تعرضت لقصف صاروخي. ووصفها وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بأنها "مصدر تحريض وإرهاب".

رفضت حبوب، مثل العديد من السكان، الادعاء بأن مبناها السكنى استُخدم لأغراض عسكرية. وقالت: "كان منزلي. لم يكن لدينا مكان آخر نذهب إليه".

وفقًا لوزارة الصحة فى غزة، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين جراء الحرب - التى اندلعت شرارتها فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، والتى قادتها حماس وأسفرت عن مقتل ١٢٠٠ إسرائيلى - ٦٥ ألف قتيل. فى الهجوم الأخير وحده، قُتل أكثر من ١٠٠ مدنى وجُرح ٤٠٠ حتى يوم الخميس.

 

لا ممر آمنّا

مع تحول تحذيرات جيش الدفاع الإسرائيلى إلى غارات جوية، قارنت العائلات خيارات مستحيلة. بالنسبة لحبوب، لم يكن النزوح أمرًا جديدًا. فقد اضطرت العائلة بالفعل إلى النزوح ست مرات منذ بدء الحرب.

لكن هذه المرة، دُمر منزلهم. المنطقة الآمنة الوحيدة المتبقية نسبيًا هى المواصي، وهى شريط ساحلى رملى مليء بالخيام المؤقتة والبنية التحتية المحدودة.

للوصول إليها، اضطرت العائلات إلى تحمل الطرق المدمرة بفعل القصف، ودفع رسوم نقل باهظة - بعضها يصل إلى ١٠٠٠ جنيه إسترلينى - والمخاطرة بالسفر على الطرق السريعة التى يسيطر عليها جيش الدفاع الإسرائيلي.

 

قالت: "عانقتُ أطفالي، غير متأكدة إن كنت سأراهم مجددًا".

فى حيّ آخر من مدينة غزة، كان أمين ضيف الله، البالغ من العمر ٤٠ عامًا، وهو عامل زراعى من بيت حانون، يواجه المعضلة نفسها. فقد نزح هو وزوجته أم عمر وأطفالهما السبعة مرارًا وتكرارًا - هربًا من القصف، والتخييم على أنقاض منزلهم السابق، والبحث عن مأوى فى المستشفيات والخيام.

"كنا قادرين على تحمل الأمر سابقًا. كنا راضين"، يتذكر ضيف الله حياته قبل الحرب. "الآن، مجرد البقاء على قيد الحياة يُشعرنى بالمعجزة".

 

نزوح تحت نيران القصف

فجر الأربعاء، انضمت عائلة ضيف الله إلى النزوح الجماعى جنوبًا. حشر أطفالهم السبعة فى سيارة مكتظة بالركاب. لم يكن هناك مكان للوالدين، اللذين انطلقا سيرًا على الأقدام، خائفين من ألا يجتمعا أبدًا. بعد ساعات، أقلّهم سائق آخر بالقرب من النصيرات، والتأم شمل الأسرة فى خان يونس.

كان شارع الرشيد فى غزة، الشريان الساحلى جنوبًا، يعجّ بالعائلات اليائسة التى تجرّ المراتب، أو تدفع العربات، أو تركب الحمير. وتُقدّر الأمم المتحدة أن أكثر من ٢٥٠ ألف فلسطينى فروا من مدينة غزة خلال الأسبوع الماضي. ولا يزال ما بين ٤٠٠ ألف و٦٠٠ ألف فلسطينى تحت الحصار.

اختار البعض، مثل الموظف الحكومى المتقاعد وليد العوض، البقاء، واصفين الإخلاء بأنه جزء من جهد أوسع لطرد الفلسطينيين نهائيًا.

وقال العوض: "إذا استمر هذا الوضع، فستصبح العودة إلى منازلنا مطلبًا مستحيلًا فى المفاوضات المستقبلية".

لم يتبقَّ مكانٌ للذهاب إليه: "ثلاثة أمتار من الرمال مقابل آلاف الشواقل".

بعد رحلة استغرقت ست ساعات، وهى رحلة تستغرق عادةً ساعة واحدة، وصلت حبوب وأطفالها إلى دير البلح، حيث يقيمون مع أصدقائهم - غير قادرين على إيجاد خيمة، ناهيك عن قطعة أرض لنصبها.

قالت: "حتى لو كان لديك خيمة، عليك دفع ثمن الأرض. الناس يطلبون مئات الجنيهات لمجرد استئجار ثلاثة أمتار من الرمل".

قضت عائلة ضيف الله ليلتها الأولى نائمة فى شارع خان يونس. استيقظت ابنته سلوى، البالغة من العمر خمس سنوات، فى صباح اليوم التالى تبكى من الجوع. قال: "ليس لدى ما أعطيها إياه".

"وداعًا يا مدينة غزة"

بحلول عصر الأربعاء، ظهرت الدبابات الإسرائيلية على أطراف مدينة غزة بالقرب من بركة الشيخ رضوان. ومع غروب الشمس، التقطت حبوب صورًا لأطفالها - منهكين، مغطون بالغبار، يمسكون بحقائبهم فى الحر.

قالت: "طوال الوقت، كنت أخشى أن يقصفونا. شعرتُ أن كل دقيقة قد تكون الأخيرة".

عند رحيلهم، استداروا لتصوير أفق مدينتهم المنهار لآخر مرة.

قالت: "حتى مع الدمار، غزة جزء منا. صوّرنا الشوارع وقلنا: وداعًا يا مدينة غزة. لا نعلم إن كنا سنعود يومًا".

التايمز

578.jpg

 

 

 

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق نائب محافظ البحر الأحمر خلال الطابور الصباحي لطلاب مدرسة الإستاد الرسمية لغات بالغردقة: انتم المستقبل
التالى وزير الصحة يتابع آليات تسوية مديونيات منظومة ...