صفحات ترندية حوَّلت رحيل لاعب الزمالك نحو اتهامات وخوض في الحياة الشخصية
لم تتوقف معاناة هبة التركي، أرملة لاعب الزمالك الراحل إبراهيم عبد الصبور طه، الشهير بـ "إبراهيم شيكا"، عند حدود سنوات مرض زوجها وصراعه الطويل مع السرطان، بل امتدت بعد وفاته إلى معركة جديدة على جبهة مختلفة، عنوانها مواجهة حملات التشهير والتنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

قصة رحيل شيكا واللغز الذي صنعته صفحات التواصل الاجتماعي، التي زاد الخوض فيها وأدلى فيها من أدلى برأيه وتكهناته، أصبحت الآن تتخذ مسارًا جديدًا. فمن طريق الدفاع والهجوم على السوشيال ميديا إلى أوراق رسمية قدمتها السيدة هبة التركي زوجة اللاعب إبراهيم شيكا بلاغًا رسميًا إلى النائب العام، قُيِّد برقم 74840، ضد 23 صفحة على السوشيال ميديا، اتهمتهم بإدارة حملة منظمة لتشويه سمعتها والإساءة إلى زوجها الراحل. وأوضحت في بلاغها أنها فوجئت بعد وفاة شيكا بسيل من الأكاذيب والاتهامات الباطلة، التي مست حياتها الخاصة وشرفها، على نحو دفعها للتوجه إلى مباحث الإنترنت لتحرير محاضر ضد المتورطين، والتي ما زالت قيد الفحص والعرض على النيابة العامة.

اتهامات بلا سند وتحقيقات جارية
حسب محاميها جلال الصوابي، لم تتوقف الصفحات المتهمة عند حدود الإشاعة، بل تجاوزت ذلك إلى نشر مزاعم خطيرة، تتعلق بالاتجار بمرضه، وتورطها في قضايا تتعلق بتجارة الأعضاء، فضلًا عن ترويج شائعات حول هروبها خارج البلاد وغلق حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد "الصوابي" أن هذه الأفعال تمثل جرائم السب والقذف ونشر الأخبار الكاذبة، إضافة إلى التنمر الإلكتروني وإساءة استخدام وسائل التواصل، وهي جرائم يعاقب عليها القانون المصري وفق مواد قانون العقوبات (171 و306 و308 و309 مكرر)، بجانب مواد قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، الذي يجرّم التشهير وانتهاك الخصوصية وإنشاء حسابات إلكترونية بغرض الإساءة.

من معاناة المرض إلى معركة السمعة
قالت هبة التركي إنها لم تكن تتصور أن تتحول رحلتها الطويلة مع زوجها المريض، التي كانت خلالها السند والداعمة له حتى آخر لحظة في حياته، إلى مادة رائجة للشائعات والتكهنات. وأكدت أنها لم تجد سبيلًا لحماية سمعتها وكرامة أسرتها سوى اللجوء إلى القانون، مطالبة بسرعة التحقيق مع أصحاب تلك الصفحات واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحقهم.

شيكا ورحلة صراع مع السرطان
رحيل "إبراهيم شيكا" في 12 أبريل 2025 جاء بعد سنوات من المعاناة مع مرض السرطان. الطبيب المتخصص في علاج الأورام، الدكتور تامر النحاس، كشف في تصريحات إعلامية أن اللاعب الراحل كان يعاني من سرطان منتشر، خاض رحلة علاج طويلة بدأت في القاهرة ثم استكملت مع الدكتور محمد سعد العشري في المنصورة، حتى وافته المنية.
وكان مرض شيكا قد أثار تعاطفًا واسعًا بعدما ظهرت عليه علامات الوهن وخسارة كبيرة في الوزن، لدرجة أنه لم يعد قادرًا على الكلام في أيامه الأخيرة. لكن بعد وفاته، تحولت قصته الإنسانية إلى مادة خصبة للشائعات على مواقع التواصل، التي استغلت حالته الصحية في بث قصص ملفقة سرعان ما انتشرت بين المتابعين.
كيف تصنع الصفحات "الترند" من المآسي؟
القضية تكشف الوجه القاسي لصفحات الترند على مواقع التواصل، التي غالبًا ما تستغل الأسماء الشهيرة أو الأحداث المؤلمة لصناعة قصص مثيرة دون أدلة أو مصادر موثوقة. يعتمد القائمون على هذه الصفحات على التكهنات والقرائن الضعيفة، ويقدّمونها للجمهور كحقائق، مدفوعين بالرغبة في جذب التفاعل وتحقيق الانتشار السريع.
وفي حالة هبة التركي، تحولت أسرة فقدت عائلها بعد صراع مرير مع المرض إلى هدف للتنمر والاتهامات، ما جعل أرملة اللاعب الراحل تواجه معركتين متتاليتين: الأولى مع السرطان الذي خطف زوجها، والثانية مع حملات التشهير التي تطال سمعتها اليوم.
حتى اللحظة، يظل البلاغ المقدم من هبة التركي قيد التحقيق لدى النيابة العامة، وسط توقعات بمساءلة الصفحات المتورطة. وتؤكد الأرملة أن استمرارها في اتخاذ الإجراءات القانونية ليس دفاعًا عن نفسها فقط، بل رسالة بأن التشهير والتنمر الإلكتروني لن يمرّا دون حساب.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.