تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الشعبي الكبير محمد طه، الملقب بـ"ملك الموال"، الذي وُلد في 24 سبتمبر 1922 بمدينة طهطا بمحافظة سوهاج، ليكتب لنفسه مسيرة فنية استثنائية صنعت منه أيقونة في التراث الغنائي المصري.
اضطر محمد طه في سنواته المبكرة لتحمل مسؤولية أسرته، فعمل في مصنع نسيج بالمحلة الكبرى وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة. وهناك، وخلال فترات الراحة، اكتشف زملاؤه صوته العذب وموهبته الفطرية في الموال.
التحول نحو الاحتراف
وجاءت نقطة التحول الحاسمة خلال فترة تجنيده الإجباري في القاهرة، التي اعتبرها والده حينها فرصة لإبعاده عن الغناء. لكن العاصمة كانت البوابة التي قادته إلى عالم الفن، حيث التصق بأجواء مقاهي ومسارح الحسين والسيدة زينب، ليجد طريقه نحو الاحتراف.
في عام 1954، لفت أنظار الإذاعيين طاهر أبوزيد وإيهاب الأزهري أثناء غنائه في قهوة المعلم علي الأعرج بالحسين. وبعدها بعامين، انطلقت رحلته الإذاعية، قبل أن ينضم إلى فرقة الفلاحين للفنون الشعبية بقيادة زكريا الحجاوي.
لقاء مع طه حسين
من أبرز محطات حياته لقاؤه بعميد الأدب العربي طه حسين، الذي انبهر بصوته وسأله عن مؤهلاته، ليرد محمد طه قائلاً: "مش شايل إلا شهادة الميلاد وشهادة الخدمة العسكرية". ليجيبه طه حسين: "لكن معاك شهادة ربانية أكبر من الليسانس في المواويل".
بصمة خالدة
أسس محمد طه شركته الخاصة لتسجيل الأسطوانات باسم "ابن البلد"، وسافر إلى عشرات الدول وزار 38 ولاية أمريكية، ليصبح صوت الموال المصري سفيراً للتراث الشعبي في الخارج.
رحل "ملك الموال" في عام 1996 عن عمر ناهز 74 عاماً، بعد أن ترك وراءه إرثاً فنياً ضخماً يقدَّر بعشرة آلاف موال، من بينها "مصر جميلة"، و"يا اللي زرعت الحب"، و"يا معلم الكل"، وظل يودّع جمهوره دائمًا بعبارته الخالدة: "عالأصل دور".