سميح ساويرس , في خطوة جريئة وغير متوقعة، قرر رجل الأعمال المصري المعروف سميح ساويرس أن يتحدى الملل الذي بدأ يتسلل إلى حياته بعد سنوات من الإنجازات في مجالات متعددة. لم يكن هذا التحدي متعلقًا بتوسيع مشاريعه أو خوض مغامرة مالية جديدة، بل كان قرارًا شخصيًا وإنسانيًا بامتياز: تعلم العزف على آلة البيانو، رغم تجاوزه سن التاسعة والخمسين.

كشف أنه كان يبحث عن مغامرة تخرجه من الروتين المعتاد. في البداية، راوده حلم السفر إلى الفضاء بالتعاون مع الجانب الروسي، لكنه تراجع بعد تفكير عميق، واصفًا هذه الخطوة بأنها “وجع دماغ بلا نتيجة حقيقية”. هذا القرار دفعه إلى إعادة النظر في شغفه الحقيقي، وهو الموسيقى الكلاسيكية، فقرر أن يمنح نفسه فرصة جديدة في مجال لم يخضه من قبل.

سميح ساويرس الموسيقى شغف مؤجل أصبح واقعًا
أوضح رجل الأعمال أنه لطالما أحب الموسيقى الكلاسيكية واستمع إليها بشغف، لكنه كان يشعر بالخجل من هذا الحب كونه لا يتقن عزف أي آلة موسيقية. ومع مرور الوقت، بدأ يرى أن العمر ليس عائقًا أمام التعلم، فاختار أن يبدأ بدراسة الموسيقى بشكل أكاديمي منتظم، مركزًا على آلة البيانو التي طالما جذبته بألحانها الراقية وتعقيدها الفني.
ورغم التحديات التي قد يواجهها أي شخص يبدأ تعلم الموسيقى في هذا السن، أظهر التزامًا حقيقيًا بتطوير مهاراته. لم يكن الهدف مجرد تسلية أو ترف، بل تجربة عميقة أعادت له الحماس والإحساس بالإبداع والتجدد. وقد جاءت هذه الخطوة لتؤكد أن السعي وراء الشغف لا يرتبط بعمر أو مهنة.

سميح ساويرس من دار الأوبرا إلى العمل الإنساني
ما بدأ كهواية جديدة، سرعان ما تحول إلى مبادرة إنسانية مميزة. بعد شهور من التدريب والاجتهاد، شارك سميح ساويرس في حفل موسيقي أقيم في دار الأوبرا المصرية، حيث عزف بنفسه أمام الجمهور، في تجربة وصفها بالبداية الجديدة في حياته.
لكن التميز الحقيقي لم يكن فقط في الأداء الفني، بل في الهدف النبيل وراء هذه المشاركة؛ فقد تبرع بكامل عائدات الحفل لصالح الهلال الأحمر دعمًا لأهالي غزة، ليجمع بذلك بين الفن والعمل الإنساني، مؤكداً أن الموسيقى يمكن أن تكون وسيلة للتعبير، وللتأثير، وللمساعدة أيضًا.