حذّرت د. هبة الله فاروق أحمد، مدرس بقسم علم النفس التربوي بجامعة القاهرة، من خطورة التحرش بالأطفال باعتباره أحد أخطر أشكال الإساءة التي يتعرض لها الطفل، مشيرة إلى أنه قد يكون لفظياً أو جسدياً، وقد يحدث وجهاً لوجه أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما يزيد من صعوبة اكتشافه ومعالجته.
وأكدت أن التحرش يترك آثاراً نفسية وجسدية عميقة تعيق الطفل في مختلف مراحل تطوره، وتدفعه إلى مشكلات سلوكية واجتماعية خطيرة إذا لم تتم معالجتها واحتواؤها بالشكل المناسب.
علامات تحذيرية يجب الانتباه لها
وشددت على ضرورة وعي الأسرة والمؤسسات التعليمية والمجتمعية بالعلامات التحذيرية التي قد تشير إلى تعرض الطفل للاعتداء الجنسي، ومن أبرزها:
- أعراض عضوية مثل الألم أو التهابات في الأعضاء التناسلية، وجود جروح، صداع متكرر وآلام في البطن.
- تغيّرات في السلوك اليومي مثل اضطرابات النوم، أو العودة لسلوكيات طفولية كالتبول اللاإرادي أو مص الإبهام.
- تراجع دراسي ملحوظ، ضعف التركيز، والعزلة عن الأصدقاء.
- خوف غير مبرر من الاقتراب من الآخرين، وتراجع في المهارات الاجتماعية.
- طرح تساؤلات جنسية غير متناسبة مع سنه، أو ظهور سلوكيات جنسية مع أطفال آخرين.
- فقدان الثقة بالنفس والآخرين، أفكار انتحارية، وأحلام مزعجة وكوابيس متكررة.
كيف نحمي أطفالنا؟
كما دعت إلى اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة لحماية الأطفال من هذه الظاهرة المروعة، مشددة على أن الدور لا يقتصر على الأسرة فقط، بل يشمل الإعلام والمدارس والمجتمع بأكمله، عبر نشر التوعية والتثقيف في المناهج الدراسية ووسائل الإعلام، لكسر حاجز الصمت والتكتم.
خلق بيئة أسرية آمنة تشجع الطفل على الحديث بحرية دون خوف من العقاب.
تعزيز ثقة الطفل بنفسه، مع ضرورة المراقبة الواعية لاستخدام الهواتف الذكية وضبط إعدادات الأمان.
وأخيراً، أكدت الدكتورة هبة أن الردع القانوني الفوري والحازم ضد مرتكبي هذه الجرائم ضرورة لا تقبل التراخي، لأن العدالة السريعة تحمي الأطفال وتردع الجناة.