جريمة هزت الأقصر.. في مارس 2024، كانت قرى مركز القرنة غرب الأقصر تعيش أجواءً رمضانية هادئة، حيث يتبادل الأهالي الزيارات ويحضرون صلاة التراويح وسط أجواء من السكينة.
ومع ذلك، خلف هذا المشهد السلمي، احتدم خلاف بين شاب يدعى محمد النوبي عبيد الله وخاله صالح كامل طه، البالغ من العمر 67 عامًا. كان الخلاف عميقًا ومتجذرًا، حيث رفض الخال مرارًا وتكرارًا زواج ابن شقيقته من امرأة مطلقة تسكن بجواره وتربي ثلاثة أطفال. رفضه المتكرر أثار سخط الشاب، الذي قرر إنهاء النزاع بطريقة مأساوية.

لحظة التنفيذ الجريمة
في إحدى الليالي الرمضانية، وبعدما فرغ الخال من صلاة التراويح وعاد إلى منزله، تتبعه الشاب وهو يحمل جركن مملوءًا بالبنزين. اقترب منه بسرعة، ثم أفرغ السائل الحارق على جسده وأضرم فيه النار وسط حالة من الفزع والرعب. لم يكتفِ بذلك، بل هدد كل من حاول الاقتراب لإنقاذ الضحية، محولًا تلك الليلة إلى مشهد مأساوي محفور في ذاكرة كل من شهده.
حالة حرجةو صراع مع الألم
نُقل الرجل المُسن إلى المستشفى في حالة حرجة، حيث عانى من حروق خطيرة غطّت معظم جسده. على مدار عشرة أيام حاول الأطباء إنقاذ حياته، لكنه استسلم في النهاية لتسمم ناجم عن الحروق والبنزين. تلك الأيام كانت كافية لتكشف حجم الألم الذي انتهى برحيله.

جريمة هزت الأقصر التحقيقات نُفذت بسبق الإصرار والترصد
المتهم لم يكن تحت تأثير لحظة غضب عابرة، بل خطط لفعلته بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة لإقناع خاله بالموافقة على الزواج. ومع ازدياد الرفض، تحول إحباطه إلى رغبة انتقامية انتهت بجريمة وصفتها النيابة بأنها واحدة من أبشع جرائم القتل العائلي.
إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتي
أحيلت القضية إلى محكمة جنايات الأقصر التي استعرضت تقارير الطب الشرعي وشهادات الشهود. وبعد دراسة مستفيضة، قررت المحكمة إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي. جاء رد المفتي مؤكدًا على عدم وجود أي شبهة تمنع القصاص عن الجاني.
وفي جلسة نهائية ترأسها المستشار باسم عبد المنعم، صدر الحكم بإعدام المتهم شنقًا حتى الموت، ليُطوى ملف قضية أثارت حالة من الصدمة والذهول في المجتمع.

قصة مأساوية
بهذا الحكم، انتهت قصة مأساوية بدأت بخلاف عائلي حول زواج غير مقبول وانتهت بجريمة قتل شنيعة وعقوبة الإعدام. هذه القصة تحمل درسًا قاسيًا بأن أفعال الطيش قد تؤدي إلى كوارث لا يمكن محوها، وترسّخ قاعدة أن العدالة لا تُهدر عندما يحين وقتها.