أخبار عاجلة
جوتيريش يرحب بدعم العديد من الدول لحل الدولتين -
عاجل|أردوغان يتهم إسرائيل بتهديد استقرار المنطقة -

أنفك بطل خارق.. حاسة الشم بين الوراثة والتدريب اليومي

أنفك بطل خارق.. حاسة الشم بين الوراثة والتدريب اليومي
أنفك بطل خارق.. حاسة الشم بين الوراثة والتدريب اليومي

في عالم الحواس البشرية، تُعد حاسة الشم واحدة من أكثر الحواس غموضًا وتعقيدًا، ولا يزال العلماء يدرسون حدود قدراتها الطبيعية واستثنائيتها. 

دراسة أُجريت عام 2003 حاولت تسليط الضوء على ما يمكن تسميته «مستوى عمق القدرة على الشم» لدى الإنسان، أي الحد الأدنى من تركيز الروائح الذي يمكن أن يلتقطه الأنف البشري.

حسب تقرير لـ "إندبندنت عربية" شارك في التجربة 230 متطوعًا، خضعوا لسلسلة من الاختبارات المعمقة على مدى عشرة أسابيع، بهدف معرفة ما إذا كان هناك أشخاص يتمتعون بحاسة شم خارقة أو استثنائية، أم أن مثل هذه القدرات ليست إلا ظواهر مؤقتة تظهر في أوقات محددة.
وشملت المواد المستخدمة في الاختبارات مركب كحول الفينيثيل، الذي تشبه رائحته رائحة الورود، ومركب أوكاليبتول ذو الرائحة المشابهة للنعناع.

و تم نشر هذه الروائح عبر جهاز مخصص يتحكم في مستويات التركيز، بدءًا من أدنى درجة تكاد لا تُشَم، وصولًا إلى تركيزات عالية جدًا. واستمرت الاختبارات على مدار عشرة أسابيع، مع إجراء تجارب أسبوعية لقياس قدرة المشاركين على تمييز الروائح عند مستويات تركيز منخفضة.

معايير تحديد القدرة الخارقة على الشم

حدد الباحثون أن المبحوث يُعتبر ذا قدرة استثنائية إذا تمكن من رصد رائحة المادة عند مستوى تركيز أقل بثلاثة مستويات أو أكثر من المستوى المعتاد، وأن يتكرر هذا الأمر عشر مرات على الأقل خلال الدراسة. النتائج أظهرت أن اثنين في المئة من المشاركين أبدوا قدرة خارقة في مجموعة واحدة على الأقل من الاختبارات، بينما أظهر عشرة في المئة القدرة نفسها في أكثر من مجموعة اختبارية، مما يشير إلى وجود فترات من الحساسية المفرطة للروائح قد تتغير من وقت لآخر.

القدرة الاستثنائية مؤقتة في كثير من الأحيان

أظهرت الملاحظات أن القدرة الخارقة لم تكن ثابتة، إذ تلاشت أحيانًا بشكل مفاجئ وسريع قبل انتهاء فترة الاختبارات. ويشير ذلك إلى أن حاسة الشم قد تتعرض لتغيرات مؤقتة عند التركيز على رائحة معينة، وأن الأشخاص الذين يظهرون قدرة فائقة على شم الروائح لا يمكن اعتبارهم دائمًا أصحاب أنوف خارقة بشكل دائم، بل تتأثر هذه القدرة بعوامل متعددة مثل البيئة أو التركيز الذهني أو التدريب المستمر.

التدريب وتأثيره على حاسة الشم

أكد العلماء أن أسباب امتلاك بعض الأشخاص حاسة شم قوية جدًا ليست غالبًا وراثية أو مرتبطة بمشكلات طبية، بل قد تلعب الخبرة والتدريب دورًا محوريًا. فالأشخاص العاملون في صناعة العطور أو المشروبات الكحولية يدرّبون أنوفهم باستمرار للتعرف على مجموعة واسعة من الروائح الدقيقة، ويكتسبون مهارة تمييز التغيرات الطفيفة في تركيبها، ما يجعل حاستهم الشمية أقرب إلى القدرة الاستثنائية.

استعادة الحاسة المفقودة وتحسينها

بالإضافة إلى المهنيين المدربين، يمكن للتدريب أن يساعد في استعادة حاسة الشم لدى من فقدوها بسبب أمراض أو إصابات. أظهرت الدراسات أن برامج تحسين الشم تسمح باستعادة القدرة تدريجيًا، ما يؤكد أن حاسة الشم ليست محدودة وراثيًا أو بيولوجيًا فقط، بل يمكن تطويرها وتنميتها عبر ممارسة مستمرة ومركزة.

الحساسية المؤقتة لدى فئات معينة

هناك فئات أخرى مثل النساء الحوامل، ممن يختبرن حساسية مفرطة تجاه بعض الروائح، لكن هذه الحساسية لا تعني بالضرورة امتلاك قدرة فائقة على التمييز بين الروائح. غالبًا ما تكون هذه الحساسية محدودة بزمن أو بروائح معينة دون أن تصبح مهارة عامة، ما يبرز الفرق بين الحساسية المفرطة والقدرة الاستثنائية الحقيقية.

خلاصة وتنوع الأسباب وراء القدرات الشمية

يخلص الباحثون إلى أن من يمتلكون قدرة فائقة على شم الروائح ينتمون إلى خليط من الفئات: من لديهم قدرة فطرية أو وراثية، ومن دربوا أنفسهم، ومن يعانون حالات طبية تؤثر على الحساسية الشمية، بالإضافة إلى حالات مؤقتة متعلقة بالتركيز أو الحمل. ويرى كارل فيلبوت، أستاذ علم الأنف والشم في جامعة إيست أنجليا بالمملكة المتحدة، أن فهم حاسة الشم البشرية يحتاج إلى الجمع بين المعرفة البيولوجية والتجريبية، وأن الدراسات مثل هذه تساعد على كشف حدود القدرة الشمية التي يمكن للإنسان تطويرها أو تحسينها، بدلًا من النظر إلى فكرة «الأنوف الخارقة» كمفهوم ثابت.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق التنظيم والإدارة يعلن نتيجة الامتحان الإلكتروني لمسابقة مياه الشرب والصرف الصحي
التالى وزيرة التنمية تستعرض تقريراً حول نتائج المرور الميدانى على 10 مراكز تكنولوجية بالمنيا