أخبار عاجلة
إفيه يكتبه روبير الفارس: "نشنقه من رجليه" -
بسبب خلافات أسرية.. انفصال مسلم ويارا تامر -
محمد صلاح يغيب عن حفل البالون دور -

إيقاف برنامج جيمي كيميل وخطة ترامب لإحكام قبضته على الإعلام!

إيقاف برنامج جيمي كيميل وخطة ترامب لإحكام قبضته على الإعلام!
إيقاف برنامج جيمي كيميل وخطة ترامب لإحكام قبضته على الإعلام!
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 تحولت قضية إيقاف برنامج جيمي كيميل إلى معركة إعلامية، سياسية، وقانونية محتقنة تستند على أن هذا التدخل من الرئيس ترامب بمثابة اعتداء على دستور الولايات المتحدة الأمريكية في التعديل الأول، وهو تعديل لنص الدستور الأصلي، ويمنع صياغة أي قوانين تحد من الحريات ومنها حرية التعبير أو التعدي على حرية الصحافة. وهو فصل يتعامل معه الأمريكيون كما لو كان آية في القرآن الكريم عندنا، ما دفع معهد معني بهذا التعديل بالذات، وهو معهد فيرست أمندمنت في جامعة عريقة هي كولومبيا، إلى القول على لسان رئيسه، جميل جعفر، إن الإدارة الأمريكية "أصبحت أكثر وقاحة في إساءة استخدام سلطة الحكومة لإسكات منتقديها"، مضيفاً أن "الكثير من المؤسسات القوية التي يمكنها الوقوف في وجه هذه البلطجة تستسلم بدلاً من ذلك، وكل حالة من حالات التنمر على الإعلام تشجع ترامب وحلفاءه، وكل حالة من حالات الاستسلام تضع الأساس لمزيد من الجبن".

جاءت هذه الجرأة في النقد وهذا العنف في الألفاظ نتيجة تزايد حوادث إيقاف البرامج وفصل المذيعين. جاء إعلان إيقاف برنامج جيمي كيميل في الوقت الذي كان ضيوفه في طريقهم إلى مسرح "ال كابيتان" في هوليوود لتسجيل حلقة جديدة. وتزامن هذا القرار المفاجئ، الذي اضطرت لاتخاذه قناة أي بي سي بوقف بث البرنامج، مع تصريح رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، المعين من قبل ترامب، بريندان كار، بأن اللجنة قد تتجه لإلغاء تراخيص القنوات التابعة للشبكة كوسيلة لإجبار ديزني، الشركة الأم، على معاقبة كيميل على تعليقاته الأخيرة على مقتل تشارلي كيرك بالرصاص.

تهديد بسحب التراخيص الفيدرالية

وقد وُصفت الطريقة التي حث بها كار الشركات التابعة للبث على وقف كيميل بأنها مهينة، حيث قال "أوقفوه وإلاّ .." واعتبره الصحفيون ومنظمات تدافع عن حرية التعبير تهديداً صريحاً بسحب التراخيص الفيدرالية، خاصةً عندما قال على طريقة شخصيات جيمس بوند الشريرة: "يمكننا القيام بذلك بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة؛ يمكن لهذه الشركات إيجاد طرق لتغيير السلوك... أو سيكون هناك عمل إضافي للجنة الاتصالات الفيدرالية في المستقبل". ولم تكن هناك حاجة للمزيد من التهديدات، فقد أقدمت شركة ناكستار، أكبر مالك لمحطات التلفزيون المحلية الأمريكية، بحذف برنامج كيميل من عروضها المبرمجة، وسرعان ما قامت ديزني بسحب كيميل من البث.

قبل بضعة أشهر فقط، قامت شبكة أي بي سي نيوز بتسوية دعوى رفعها ترامب بسبب اتهامات ضده من المذيع جورج ستيفانوبولوس على الهواء. اعتقد معظم خبراء التعديل الأول أن الشبكة كان بإمكانها الدفاع عن القضية بنجاح، ولكن بدلاً من ذلك تراجعت، حتى أنها تضمنت اعتذارًا مع التسوية المالية. وبعد ذلك بوقت قصير، اتخذت دعوى أخرى ضد شبكة سي بي إس نيوز، حول مقابلة مدتها 60 دقيقة مع كامالا هاريس، طريقا مماثلا للتسوية من قبل الشركة الأم بارامونت جلوبال.

بعد فترة وجيزة من انتقاد ستيفن كولبيرت لتلك التسوية، ووصفها بأنها رشوة، تم إلغاء برنامجه أيضا الذي كان يقدمه في وقت متأخر من الليل على شبكة سي بي إس. 

موقف وسائل الإعلام البريطانية

وكل هذه التصادمات بين ترامب ووسائل الإعلام صفق لها أنصاره ووصفوها بالنجاح السياسي لرئيسهم، لكن غالبية الإعلاميين الأمريكيين والرموز الثقافية والسياسية اعتبروها إحكاما لقبضته على الإعلام وعلامة رهيبة على ما وصلت إليه حرية التعبير في أمريكا. 

وكما هي العادة، لم تبق القضية محصورة في الداخل الأمريكي بل تفاعلت معها وسائل الإعلام البريطانية. وصفت الكاتبة مارجريت سوليفان في "الجارديان" ما حدث بأنه "إلقاء كيميل المفاجئ من النافذة" وقالت إن هذا القرار يعكس مستوى جديداً مظلماً من الرقابة على التعبير التي تفوح منها رائحة الاستبدادية". كما أشارت إلى أن تدخل إدارة ترامب في البرامج يروع أبطال حرية التعبير، معتبرة وسائل الإعلام الكبرى "على نفس القدر من السوء في الطريقة التي تتداول بها قصة كيميل وكيف كانت حريصة على الانصياع مقدما مثل كلب مطيع". بالطبع، كلمة كلب ليست اتهاماً ولا سبّة في الثقافة الغربية، لكن الاتهام المقصود هنا هو الانصياع والطاعة.

خلال فترة الولاية الأولى لدونالد ترامب، حاول إقناع وسائل الإعلام الرئيسية لكنه فشل إلى حد كبير. لقد تحدث بصوت عالٍ عن عدو الشعب، وأهان الصحفيين، وعلم أتباعه كره الصحافة. لكن حواجز الحماية صمدت في الغالب وبقيت أشواك أصحاب وسائل الإعلام حادّة. 

وهذه المرة، أصبح مشروعه في ولايته الثانية لإبقاء وسائل الإعلام مقيدة بإحكام ــ وبالتالي السيطرة على الرسالة ــ يسير على نحو أفضل كثيراً، على الأقل من وجهة نظر الرئيس وأنصاره. لكنّ المنتقدين في المقابل يرون أن الخوف والكراهية يستعبدان أمريكا من جديد، لدرجة تشبيه هذه المرحلة من حكم ترامب بأنها "مثل أيام جلب العبيد من أفريقيا واستعبادهم من الرجل الأبيض". لم يسمع الأمريكيون مثل هذه التشبيهات منذ الحرب الأهلية، ويعتقد كثيرون أن السياسات الحالية تدفع إلى تفكيك أمريكا والديمقراطية. كما ينظر حلفاء أمريكا، خاصة الأوروبيين، بذهول وخيبة أمل كيف يقود ترامب والحزب الجمهوري الولايات المتحدة إلى الهاوية. بينما يعتقد ترامب أن الأمر "جميل" لأنها "أمريكا الجديدة" أو "القرن الأمريكي الجديد" أو "الترامبية الجديدة". 

الحزب الجمهوري وأساليب الخداع

مطلوب الآن من الشعب الأمريكي والعالم بأسره أن يصدقوا مجددًا خدع الحزب الجمهوري. هذا ما تذكره وسائل الإعلام الأمريكية يومياً في برامجها، بل وتطالب الجمهوريين أن يستيقظوا ليروا الحقيقة ويفكروا ماذا فعلوا بأنفسهم وأنصارهم وبلدهم والعالم. وهم مقتنعون بأنه لا يوجد من ينقذ الأمريكيين من أمريكا الجديدة المزعومة إلا الأمريكيين أنفسهم. لكنهم يعرفون أن المذيع كيميل لن يكون الأخير في العقاب، طالما يستطيع أقوى رجل في العالم استخدام منصبه لمعاقبة المؤسسات الصحفية التي لا تتبع أوامره وتنتقد سياساته، بما في ذلك الحظر والدعاوى القضائية والاختيار الدقيق لمجموعته من المراسلين، متحديا المؤسسات التي تدعي بأنها مستقلة وملاكها ومساهميها الذين يُملون المحتوى وينظرون فقط للعائد السريع والكبير. لذلك، من المرجح أن تستمر هذه التصادمات وسط تساؤلات عن "كيميل" القادم!.

*كاتبة متخصصة فى الشأن الدولى

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق «الصحة» : تخريج الدفعة الأولى من الدبلومات المهنية في البحوث الإكلينيكية
التالى جولة ميدانية لوكيل مديرية تعليم الفيوم في أول أيام الدراسة.. صور