أخبار عاجلة
أسعار الذهب فى أسيوط غدا الثلاثاء 23\9\2025 -

إفيه يكتبه روبير الفارس: "نشنقه من رجليه"

إفيه يكتبه روبير الفارس: "نشنقه من رجليه"
إفيه يكتبه روبير الفارس: "نشنقه من رجليه"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تزرع وتحرق في نفس اللحظة. تبني وتهدم. تفتح وتغلق. تمد الجسور وتعيق الوصول، دوامة من اللخبطة والمدخلات المتناقضة للعقل التي تنتج في النهاية كائنات متطرفة شديدة الازدواجية.

 فعندما تتعجب وتكاد أن تتجلط عندما تجد شخصًا يضع على بروفايله كل الآيات المقدسة، وفي تعليقاته تجد السفالة متبروزة، وتجد المطرب يعتبر الغناء حرامًا وخطيئة، والممثلة تتوب عندما تعتزل مهنتها. 

هؤلاء الذين يربحون الملايين من فنهم لكنهم ينتظرون لحظة التوبة، أو تجد الطبيب يعالج بالدروشة، والواعظ يسرق السماء، ابحث عن تلك المدخلات التي تدخل للعقل طبقات من الأمور والأسياخ النارية من وعظ التحريم والعلم واليقين والهرجلة والمنهج.

ومصطلح "مدخلات" يعني العناصر والموارد والبيانات التي تُستخدم كقاعدة لتنفيذ عملية ما أو إنتاج شيء جديد. وقد تجدها بوضوح لو تتبعت، على سبيل المثال، برامج تُبث ليوم واحد على إحدى القنوات. لتجد أن عقلك "هنج" وقلبك اكتئب وعمرك تمت سرقته. فبشكل متتالٍ تجد برنامجًا دينيًا يحرم الشيخ المتحدث فيه سماع الأغاني، والبرنامج نفسه تيتره لحن موسيقي ويعقبه فقرة أغانٍ. وتجد في فترة الظهيرة فيلمًا من الأفلام الكلاسيكية، وبالسهرة فيلم أكشن أو مسرحية، وفي البرنامج الرئيسي للقناة يحتفي المذيع المتدروش بالفنانة بطلة هذا الفيلم أو ذاك لأن الله هداها فاعتزلت وارتدت الحجاب! وعلى الهامش تجد برنامجًا ثقافيًا أو صالونًا يستضيف فيلسوفًا أو أديبًا أو عالمًا يتحدث عن أهمية العلوم ومحور التقدم الحضاري ومنجزات البشرية. ثم برنامج ذو شعبية طاغية يسرق فيديوهات علمية غربية ويتحدث على أن العلوم كلها موجودة في الكتب الدينية. ثم يدخل عليك شيخ آخر بالقول التمام: دعك من العلوم الحديثة فقد سخر الله علماء الغرب ليخدمونا ويخترعوها ونأخذها على الجاهز مستهلكين آمنين ندفع فيها الملايين.

وهكذا سيل من مدخلات كلها عكس بعض "يا كل حاجة وعكسها". تصل إلى مدارس أيضًا لمدخلات متصارعة للصغار: مناهج حكومية، وأزهرية، وخاصة، ولغات، وإنترناشونال. فلا أرضية واحدة للقيم المشتركة والمبادئ الأساسية التي نقف عليها بأسس سليمة في مرحلة عمرية ابتدائية. ويكون الاختلاف بعدها في المراحل العمرية التالية طبيعيًا، وليس اختلافًا على أبسط قواعد إنسانية مثل: عدم الشماتة في الموت، أو الإجماع على التعاطف ضد الإبادة لأطفال غزة، أو التعاون في الخير بلا طائفية أو تعصب. وغيرها من أبسط الأمور المتنافرة والتي تظهر بوضوح في الصفحات والبوستات والتعليقات والفيديوهات على مواقع السوشيال ميديا حيث أقسى درجات ومظاهر الحدية والثأرية والهرجلة بلا فلسفة اجتماعية واضحة أو قيم مشتركة أو حتى شكل سياسي واضح.

فيكون المنتج النهائي مشاهد عبثية كتلك التي ظهرت في فيلم "إسماعيل يس في مستشفى المجانين" عندما أراد المجانين معاقبة الممرض القاسي فقال أحدهم: "نشنقه من رجليه". لعلها آلية تعذيب لا تقتل المشنوق لكنها تشتت مسارات الحياة، وتفرق هوية الشعب الواحد، وتسلخ طرق أيامنا؟!

إفيه قبل الوداع

 أنا فلوسي حرام، ابنوا أنتم بفلوسكم مسجد عشان أطهر فلوسي
(نور الشريف – فيلم عيون الصقر)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الرئيس الإيراني: الضربات العسكرية لن تمنعنا من إعادة بناء برنامجنا النووي
التالى اللجنة المشرفة تدعو الأطباء للتصويت في انتخابات التجديد النصفي 10 أكتوبر المقبل