شهدت مدينة إسنا بمحافظة الأقصر احتفالاً روحانيًا مهيبًا بمناسبة عيد استشهاد الثلاثة فلاحين الشهداء سورس، أنطوكيون، ومشهوري، الذي تحييه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سنويًا.
أقيمت الصلوات بكنيسة الشهداء في وسط مدينة إسنا، بحضورالأنبا يواقيم، الأسقف العام لإسنا وأرمنت، والأنبا أغناطيوس، الأسقف العام لقنا، حيث ترأسا صلوات عشية العيد، تلتها تسبحة نصف الليل، في أجواء تملؤها الروحانية والتقوى.
تطبيب الرفات والقداس الإلهي
وخلال الصلوات، جرت مراسم تطييب رفات الشهداء الثلاثة، الذين يعدون من أوائل شهداء الصعيد، حيث قام الآباء الأساقفة برفع البخور وتطييب الرفات بزيوت عطرية مقدسة، وسط ترانيم الشمامسة وصلوات المؤمنين.
واختتمت الاحتفالات بإقامة القداس الإلهي صباح اليوم التالي، بمشاركة عدد كبير من الآباء الكهنة، وحضور شعبي غفير من مختلف القرى المجاورة.
تاريخ مقدس ومكانة روحية
تعد كنيسة الثلاثة الشهداء من أقدم الكنائس في إسنا، وقد بُنيت في نفس المكان الذي استشهد فيه القديسون الثلاثة، وتُحفظ فيها صخرة أثرية يعتقد أنها الموقع الذي تم فيه تنفيذ حكم الإعدام بقطع رؤوسهم في العهد الروماني، ما يضفي على الكنيسة رمزية خاصة في الوجدان القبطي.
توافد الزوار وإحياء التراث
يذكر أن عيد الشهداء الثلاثة يشهد سنويًا توافد المئات من الزوار من أبناء الصعيد وخارجه، للمشاركة في هذا الحدث الذي يُجسّد الإيمان والتاريخ والتضحية، كما تُنظم الكنيسة على هامش المناسبة فعاليات خدمية وتراثية للأطفال والشباب، بهدف ربط الأجيال الجديدة بتاريخ الكنيسة وكنوزها الروحية.
