قبل أيام، وجهت البحرين دفة ثقلها الرسمي والثقافي والاقتصادي نحو أقصى الشرق، حين تفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، برعاية فعالية اليوم الوطني لمملكة البحرين بمعرض إكسبو 2025 أوساكا.
وبالنظر إلى دولة لها تاريخ عميق وعريق مثل اليابان، ومقارنته مع تاريخ مملكة البحرين، نجد العديد من نقاط التشابه والتلاقي، حيث تجمع الثقافة اليابانية بين التقاليد العريقة والحداثة، وتتميز بالضيافة والتسامح، ولا يختلف الأمر في مملكتنا الغالية التي كانت حاضرة عبر التاريخ بتقاليد شعبها الودود والمرحب بكل زائر وعابر لأرضه، والمتسامح مع كل الأعراق والأديان، والمتطور المستشرف للحداثة في شتى المجالات بكوادره الشبابية الواعدة.
وكما يعرف الشعب الياباني باعتزازه بتراثه وخصوصية ثقافته المجتمعية، فقد جاءت البحرين لتبين لهذا الشعب، أننا أيضاً مثلكم نعتز بتاريخنا العريق وموروثنا الغني، وهويتنا الوطنية وروح الانتماء.
لذلك لاقت فعاليات اليوم الوطني لمملكة البحرين اهتماماً وحضوراً كثيفاً من أهل اليابان الذين وجدوا فيها النسخة العربية من تراثهم الشرقي المتشابه في ملامحه معنا، وكأن البحرين واليابان كانتا رتقا تراثياً ففتقهما الزمن والجغرافية، ولقد أحسن الاختيار من أطلق على هذه الفعالية عنوان «تلاقي البحار».
وهنا نرى حكمة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رعاه الله في الحرص على التواجد بنفسه في تلك الفعالية الوطنية، رغم بعد المسافة وانشغالاته الكثيرة بأمور البلاد، حيث جاء إلى أقصى الشرق ليؤكد على تشابه التاريخ الثقافي والتراثي الذي يجمع شعب البلدين.
وعلى الجانب الاقتصادي، نجد سموه كان حريصاً أيضاً على أن تكون الزيارة فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي مع دولة تعتبر ثالث أكبر اقتصاد على مستوى العالم، وكان مفتاح الرسالة وبداية التاريخ الاقتصادي للبلدين، هو أول شحنة نفط تم تصديرها من البحرين إلى اليابان في يونيو من عام 1934، حين أبحرت أول سفينة بحرينية من ميناء سترة متجهةً إلى مدينة يوكوهاما اليابانية، لتشكل بذلك النواة الأولى لعلاقة اقتصادية، وثيقة وانطلاقة التبادل التجاري بين البلدين، ولتتواصل وتتوسع حتى اليوم وما بعده.
فقد جاء سموه ومعه لفيف من كبار المسؤولين والاقتصاديين الذين نجحوا في تعزيز اقتصاد المملكة والترويج له خلال السنوات الماضية، ويأتي في مقدمتهم سمو الشيخ عيسى
بن سلمان بن حمد آل خليفة وزير ديوان رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة صندوق العمل حفظه الله، وأعضاء مجلس التنمية الاقتصادية.
وحتى لا ننسى الجندي المجهول في هذه الفعالية ونجاحها المبهر، فقد وجب علينا أن نقدم الشكر وعبارات التقدير والامتنان إلى رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخ خليفة بن أحمد بن عبد الله آل خليفة، وكافة القائمين على جناح البحرين، حيث استطاع والعاملون معه أن ينقل البحرين وتاريخها بصدق وحفاوة واقتدار إلى أبعد نقطة في شرق الكرة الأرضية.
* قبطان - رئيس تحرير
جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية