ارتفع مؤشر نيكاي الياباني بأكثر من 1% في تعاملات اليوم الاثنين، بعد جلسة متقلبة سابقة شهدت ضغوطاً قوية إثر إعلان بنك اليابان عزمه بيع حيازاته من الصناديق المتداولة في البورصة. ويعكس الارتداد الأخير انحسار مخاوف المستثمرين من التأثيرات المباشرة لهذه الخطوة، إلى جانب الدعم الذي وفرته الأسواق الأمريكية وتحسن التوقعات بشأن السياسات الاقتصادية المحلية.
أداء المؤشرات
سجل مؤشر نيكاي ارتفاعاً نسبته 1.52% ليصل إلى 45,729.33 نقطة في منتصف جلسة التداول، بينما ارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.9% مسجلاً 3,175.89 نقطة. وجاءت هذه المكاسب بعد أن فقد مؤشر نيكاي جزءاً كبيراً من زخمه يوم الجمعة الماضي، حيث تراجع بما يصل إلى 2% عقب إعلان البنك المركزي الياباني، قبل أن يغلق الجلسة منخفضاً 0.57%.
خطة بنك اليابان
كان بنك اليابان قد أعلن يوم الجمعة أنه سيبدأ بيع حيازاته من الصناديق المتداولة بوتيرة سنوية تبلغ نحو 330 مليار ين (2.23 مليار دولار)، وذلك في إطار خطواته التدريجية لإنهاء برنامجه الضخم للتحفيز النقدي الذي امتد لسنوات. ورغم أن القرار أثار قلق المستثمرين في البداية، إلا أن وتيرة البيع المحدودة ساعدت في تهدئة المخاوف بشأن حدوث ضغوط حادة على السوق.
وقال سييتشي سوزوكي، كبير محللي أسواق الأسهم في «مختبر توكاي طوكيو للاستخبارات»، إن «رد الفعل الأولي للمستثمرين كان مبالغاً فيه، لكن السوق تشهد الآن حالة من التعافي، إذ أن وتيرة بيع البنك بطيئة للغاية ولا تشكل صدمة كبيرة».
عوامل داعمة
كما تلقت الأسهم اليابانية دعماً من الأداء الإيجابي لوول ستريت نهاية الأسبوع الماضي، ما عزز معنويات المستثمرين الآسيويين. وأوضح هيرويكي أونو، كبير الاستراتيجيين في «سوميتومو ميتسوي لإدارة الأصول»، أن التفاؤل بشأن السياسات الاقتصادية المقبلة لعب دوراً محورياً أيضاً في دعم السوق، خاصة مع انطلاق سباق زعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم.
وأشار أونو إلى أن الفائز بزعامة الحزب سيصبح على الأرجح رئيس الوزراء المقبل، نظراً لتمتع الحزب بأغلبية واسعة في مجلس النواب، وهو ما يعزز الآمال باتخاذ إجراءات اقتصادية جديدة تحفز النمو. ومع ذلك، حذّر من أن الطريق ليس مضموناً تماماً، إذ سبق للحزب أن فقد أغلبيته في المجلسين خلال فترة رئيس الوزراء السابق شيغيرو إيشيبا.
القطاعات الرابحة والخاسرة
قاد قطاع الرقائق الإلكترونية ارتفاع المؤشر، حيث صعد سهم «أدفانتست» بنسبة 3.76% وسهم «طوكيو إلكترون» بنسبة 5.88%، في إشارة إلى استمرار الطلب القوي على التكنولوجيا المتقدمة ودعمها لثقة المستثمرين.
في المقابل، واجهت أسهم شركات الأدوية ضغوطاً ملحوظة، إذ تراجع سهم «تشوغاي للصناعات الدوائية» بنسبة 1% وسهم «داييتشي سانكيو» بنسبة 1.86%، لتشكلا أكبر ضغط على المؤشر خلال تعاملات اليوم.
التوقعات المستقبلية
ويرى محللون أن السوق اليابانية ستظل متأثرة بالقرارات التدريجية لبنك اليابان في مسار إنهاء سياسات التحفيز، لكن قوة القطاعات التكنولوجية ودعم السياسات المحلية من المرجح أن يوفرا قاعدة صلبة لتعافي الأسهم. كما يترقب المستثمرون المستجدات السياسية في اليابان والاتجاهات الاقتصادية العالمية، خاصة تلك المتعلقة بالسياسة النقدية الأمريكية والصينية، لما لها من تأثير مباشر على تدفقات الاستثمار في آسيا.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.