لطفي لبيب , في لقاء تلفزيوني مؤثر مع الإعلامية ياسمين عز عبر برنامج “كلام الناس” على قناة MBC مصر، كشف الفنان الكبير عن كواليس غيابه الطويل عن الساحة الفنية، مؤكدًا أن الأمر لم يكن انسحابًا اختياريًا، بل نتيجة تدهور حالته الصحية بعد إصابته بجلطة في المخ قبل نحو ثماني سنوات.
قال بصراحة: “أنا مش في إجازة… أنا عندي جلطة في المخ بقالي 7 سنين، والـ8 سنين اللي فاتوا اشتغلت فيهم يوم أو يومين في السنة، أعتقد كده اسمه اعتزال!”، مشيرًا إلى أن حالته الصحية أثرت بشكل مباشر على حركته، وخاصة يده ورجله، مما جعله غير قادر على أداء الأدوار كما كان في السابق.
“لطفي لبيب صوتي راح.. لكن الجو واحشني”
عبر الفنان القدير عن حزنه الشديد لتراجع قدرته البدنية، قائلاً: “أنا صوتي رايح… ومفيش ممثل صوته رايح يقدر يمثل”، وهو ما وصفه بـ”الاعتزال الإجباري”. لكنه رغم ذلك لم يُخفِ شغفه بعالم الفن، فقال: “أنا بروح اللوكيشن مش علشان الدور، لكن علشان الناس والجو اللي بحبه… أنا اتربيت في المكان ده والمكان ده واحشني”.
هذا الحنين للأجواء الفنية لم يمنع الفنان القدير من الاعتراف بواقعه، فبينما لم يعد قادرًا على الوقوف أمام الكاميرا لساعات طويلة، فإنه لا يزال يرى في الفن جزءًا لا يتجزأ من كيانه، حتى لو أصبح الحضور مقتصرًا على الذكريات والزيارات فقط.
أسرة داعمة وذكريات لا تُنسى
في حديثه عن حياته الشخصية، أشار إلى أنه متزوج منذ أكثر من 47 عامًا، وقدّم شكره الكبير لزوجته التي وقفت بجانبه خلال رحلة مرضه، رغم تقدمها في السن. كما عبّر عن اعتزازه بتربية بناته الثلاث، اللواتي أصبحن متزوجات، مؤكدًا أنه نشأ على قيم الصعيد وأصالته، ولا يزال متمسكًا بها حتى اليوم مع أحفاده الأربعة.
استعاد الفنان الكبير أيضًا لحظات لا تُنسى من مشواره الفني، خاصة مشاركته في فيلم “السفارة في العمارة” إلى جانب الزعيم عادل إمام، مشيرًا إلى أن تلك التجربة كانت من أبرز محطاته، حيث قدم خمس مشاهد فقط، لكنها كانت كفيلة بترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة الجمهور.
لطفي لبيب من التمثيل إلى التأليف
نظرًا لتأثير المرض على جسده وصوته، اتجه الفنانمؤخرًا إلى مجال التأليف، واصفًا ذلك بأنه وسيلة للاستمرار في تقديم الفن بطريقة مختلفة تتناسب مع حالته الصحية.
وفي ختام ظهوره المؤثر، وجّه رسالة حب لجمهوره، قائلاً: “بحب الناس اللي لسه فاكراني… أنا لسه عايش بيكم وليكم”.
ورغم تراجع الصوت وخفوت الحضور، يظل لطفي لبيب علامة مضيئة في ذاكرة الفن المصري، بفنه وشخصيته وتاريخه المشرف.
