أطلق العراق، اليوم السبت 20 سبتمبر/أيلول 2025، الاتجاه العام لـ"رؤية العراق 2050"، في احتفال رسمي رعاه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بحضور قيادات مؤسسات الدولة، وممثلين عن القطاع الخاص، وسفراء ودبلوماسيين، إلى جانب أكاديميين وخبراء.
تهدف هذه الرؤية إلى رسم ملامح المستقبل عبر خطة شاملة للتنمية المستدامة، مع التركيز على تقليل الاعتماد على النفط، وتعزيز إسهام القطاع الخاص، وإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني.
وخلال كلمته في الحفل، التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة "مقرّها واشنطن"، قال السوداني، إن رؤية العراق 2050 تجسّد "إرادة الدولة في أن تضع بوصلة المستقبل بيدها وتعيد رسم مكانتها في المنطقة والعالم".
وأضاف أن هذه الخطوة تمثّل "لحظة وطنية كبرى" تأتي في وقت يمرّ فيه العالم بتحولات محورية في مجالات الأمن والاقتصاد والطاقة والتقنيات.
معالم رؤية العراق 2050
أكد رئيس الوزراء أن الحكومة شكلت الفريق الوطني مطلع العام الحالي، برئاسة وزارة التخطيط وهيئة المستشارين، للعمل مع معهد "ماكنزي" العالمي، على تطوير برامج وحلول لتنويع الاقتصاد، بما يضمن تحقيق نمو مستدام وتقليل الاعتماد على النفط.
وأوضح أن هذه الجهود "تكللت بتوقيع عقد استشاري مع شركة "كيه بي آر" للمشروعات الضخمة، من أجل تنفيذ مراحل التغيير وفق رؤية العراق 2050".
وأوضح السوداني أن هذه الرؤية تغطي مختلف القطاعات وتعالج الاختلالات البنيوية في مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أنها تقوم على فلسفة "المعالجات الاستباقية" لمواجهة المخاطر المحتملة، في ظل عجز المؤسسات الدولية عن الاستجابة الكاملة للأزمات.
رؤية العراق 2050 لقطاع الطاقة
تستند رؤية العراق 2050 لقطاع الطاقة إلى مبادئ الحوكمة الرشيدة والتحول الرقمي، بالإضافة إلى تنمية الاقتصاد الذكي وتبنّي مبادرات خضراء تقلل من البصمة الكربونية، وتدعم الاستقلال والسيادة الاقتصادية.
وخصصت الرؤية مساحة بارزة لقطاع الطاقة، عبر خطط للتحول الأخضر وتحقيق الاكتفاء بنسبة 70% من الغذاء والمياه والطاقة من خلال مبادرات مستدامة.
وقال السوداني: "لا يمكن الركون إلى الوقود الأحفوري بصفته عاملًا أحاديًا للاقتصاد الوطني، فالتحولات التقنية والذكاء الاصطناعي غيّرا شكل العالم"، مؤكدًا أن العراق يتجه نحو التحرر من الريع النفطي بنسبة متقدمة خلال العقود المقبلة.

ووفقًا لبيان اطّلعت عليه منصة الطاقة ، فإن جوهر "رؤية العراق 2050" يقوم على 6 عناصر، هي:
- الحكومة الرشيدة الرقمية الذكية
- المواطنة المنتجة
- التنمية العادلة المستدامة
- الاستقلال والسيادة المركبة
- الاقتصاد المعرفي المرن
- التموضع الجيوسياسي الفاعل
مشروعات كبرى ضمن الرؤية
أعلن السوداني أن العراق يعمل على أن يكون "بوابة عبور لـ20% من تجارة آسيا إلى أوروبا" عبر مشروع ميناء الفاو وطريق التنمية، الذي من المقرر أن يوفر مليونًا ونصف مليون وظيفة.
وأوضح أن المشروع يمثّل محورًا إستراتيجيًا لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي، إلى جانب دوره في تعزيز أمن الطاقة والغذاء والمياه.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن "رؤية العراق 2050" تضمنت خطة إصلاح شامل تتضمن مسارات التحول وهيكلية التنفيذ، ورسم المخطط التنموي للعقود المقبلة، على أن تُعرَض الخطة على مجلس الوزراء لإقرارها رسميًا.

محاور الحوكمة والإستراتيجيات
أطلقت الحكومة لأول مرة وثيقة للسياسات التنفيذية لحوكمة منظومة الإستراتيجيات في العراق، التي أعدّتها اللجنة الوطنية للإستراتيجيات، بهدف "ضبط إيقاع مناهج التفكير والتخطيط السيادي".
وقال السوداني، إن هذه الوثيقة أسهمت في "توضيح الاتجاه العام لرؤية العراق 2050، وتوفير مادة استلهام للجهات التخطيطية العليا".
وتقوم الرؤية على مجموعة من المرتكزات، أبرزها "التحصين، التمكين، الصعود"، وذلك عبر حكومة رقمية، ومواطنة فاعلة، وعدالة بين الأجيال، بالإضافة إلى اقتصاد معرفي ذكي، ومؤسسات مرنة قادرة على التكيف مع التغيرات السريعة.
عراق ما بعد الريع النفطي
قال السوداني، إن الحكومة تتطلع في العقود المقبلة إلى "عراق متحرر من الريع النفطي بنسبة متقدمة، واقتصاد متنوع ومستقر، وزراعة مستدامة وصناعة تحويلية رائدة".
وأضاف أن هذه التوجهات ستعزز مكانة العراق بصفته قوة منتجة وفاعلة إقليميًا ودوليًا، وتفتح الباب أمام دور جديد في دعم السلام والاستقرار والازدهار.
وشدد على أن "رؤية العراق 2050" ليست مجرد وثيقة حكومية، بل "توجُّه وطني جامع تشارك فيه الدولة بمؤسساتها والقطاع الخاص والجامعات والمجتمع المدني والشباب"، وعدّ أن هذه المشاركة الواسعة "رسالة إلى العالم بأن العراق قرر أن ينهض ويستعيد مكانته التاريخية".
الخلاصة:
يمثّل إطلاق الاتجاه العام لـ "رؤية العراق 2050" بداية مسار طويل يتطلب جهدًا مشتركًا من جميع مؤسسات الدولة والشركاء المحليين والدوليين.
وفي هذا السياق، يؤكد رئيس الوزراء العراقي أن الحكومة ماضية في تنفيذ الإصلاحات اللازمة لضمان عراق مزدهر ومستدام.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: