لا تزال تداعيات اتفاق الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان تتوالى، بعدما أعلن وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، أن برنامج بلاده النووي سيكون متاحًا للمملكة "إذا ما استدعت الضرورة"، في إشارة هي الأولى من نوعها لربط القدرات النووية الباكستانية بالتحالف الدفاعي الموقع في الرياض الأربعاء الماضي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية عن شبكة "جيو" الباكستانية.
احتمالات توسع التحالف
الوزير الباكستاني شدد على أن الحديث عن انضمام دول أخرى للاتفاقية لا يزال "مبكرًا"، لكنه لم يستبعد ذلك، ما يفتح الباب أمام تحالف دفاعي أوسع قد يضم أطرافًا جديدة في المنطقة.
خلفية تاريخية وموقف الرياض
لطالما لعبت المملكة دورًا محوريًا في دعم إسلام آباد ماليًا بعد انفصالها عن الهند، ما ساعدها على تطوير برنامجها العسكري والنووي. وتعيد التطورات الأخيرة إلى الأذهان تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لقناة "فوكس نيوز" الأميركية، حين أكد أن الرياض ستمتلك سلاحًا نوويًا إذا أقدمت إيران على ذلك أولًا، لكنه في الوقت نفسه حذر من أن حيازة هذا السلاح لا تعني استخدامه، "لأن العالم لا يحتمل هيروشيما جديدة".
خبراء: اتفاق يفتح أبواب النادي النووي
الخبير الاستراتيجي اللواء أسامة الكبير قال لـ"الرئيس نيوز" إن الاتفاق الدفاعي "يجعل المملكة بمقتضياته دولة نووية بالمستقبل القريب إن لم يكن القريب العاجل"، مشيرًا إلى أن التحالف مرشح لانضمام قوى إقليمية أخرى، في ظل متغيرات استراتيجية حادة وتداعيات دولية متشابكة.
موقف باكستان: دفاع لا هجوم
من جانبه، أوضح المتحدث باسم الخارجية الباكستانية، السفير شفقت علي خان، أن الاتفاقية "دفاعية بحتة، وليست موجهة ضد أي طرف".
وتحتفظ باكستان بنحو 170 رأسًا نوويًا، ما يجعلها الدولة الإسلامية الوحيدة ضمن القوى النووية التسع على مستوى العالم.
يُصنف الجيش الباكستاني كثاني أقوى جيوش العالم الإسلامي وأحد أكبر الجيوش النووية عالميًا. فإسلام آباد تُعدّ سابع قوة نووية بحوالي 170 رأسًا نوويًا حتى 2025، مدعومة ببنية تحتية واسعة لتخصيب اليورانيوم وإنتاج البلوتونيوم، مع منظومات إطلاق صاروخية متطورة. ومنذ تجاربها الناجحة عام 1998، ارتبط سلاحها النووي بمصطلح "القنبلة الذرية الإسلامية".