أخبار عاجلة

أهداف الحياد الكربوني في قطاع الشحن البحري على المحك.. تقرير يسرد الأسباب

أهداف الحياد الكربوني في قطاع الشحن البحري على المحك.. تقرير يسرد الأسباب
أهداف الحياد الكربوني في قطاع الشحن البحري على المحك.. تقرير يسرد الأسباب

يتزايد عدم اليقين الذي يغلّف أهداف الحياد الكربوني في قطاع الشحن البحري؛ ما يهدد بنسف الجهود المبذولة في هذا المسار، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتصطدم أهداف إزالة الانبعاثات من صناعة الشحن البحري بمشكلات عدّة، مثل محدودية إمدادات الوقود الأخضر وتكلفته العالية، قياسًا بالوقود التقليدي.

وتستهدف المنظمة البحرية الدولية آي إم أو (IMO) تحقيق الحياد الكربوني في قطاع الشحن بحلول عام 2050، وتتضمن أهداف المنظمة تخفيضات كبيرة من مستويات عام 2008، مثل: انخفاض بنسبة 20-30% بحلول عام 2030، وانخفاض بنسبة 70-80% بحلول عام 2040.

وباستبعاد الوقود الحيوي، من المتوقع أن تشكّل مصادر الطاقة البديلة منخفضة الكربون مثل الأمونيا والميثانول والهيدروجين 33.2% من استهلاك وقود السفن عالميًا في عام 2050، مقارنةً بنسبة 0.6% في عام 2023، وفق تحليلات منصة "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس".

كما يُتوقع أن يمثّل الغاز الطبيعي المسال 15.6%، بينما يُتوقع أن تمثّل أنواع الوقود التقليدي مثل زيت الوقود والديزل الأحمر أكثر من 46.5% في العام نفسه.

فجوة متسعة

يواجه قطاع الشحن البحري فجوة متّسعة بين الطلب المرتفع على الوقود الأخضر اللازم لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وبين محدودية الإمدادات، وفق ما حذَّر منه الرئيس والرئيس التنفيذي لمكتب الشحن الأميركي "إيه بي إس" (ABS) كريستوفر ويرنيكي.

وأضاف: "بمنتهى الصراحة، فإن تحقيق الحياد الكربوني في قطاع الشحن البحري بحلول عام 2050 يبدو أمرًا غير متوقع"، وفق تصريحاته خلال مؤتمر "أسبوع الشحن الدولي في لندن"، التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح ويرنيكي أن الغاز الطبيعي المسال والوقود الحيوي مهمان جدًا بالنسبة لأيّ نجاح في هذا الخصوص، ولا ينبغي فرض قيود عليهما أو حتى غضّ الطرف عنهما في أيّ لائحة تتعلق بالحياد الكربوني.

سفينة شحن
سفينة شحن – الصورة من موقع المنظمة البحرية الدولية

إمدادات محدودة

قال مكتب الشحن الأميركي، إن التحدي في استعمال الوقود الحيوي لا يكمن في التقنية فحسب، بل في الإمدادات المحدودة للمواد الخام المستدامة.

ومكتب الشحن الأميركي هو هيئة تصنيف معتمدة منوط بها تقديم خدمات التصنيف والاعتماد للسفن، لضمان مطابقتها للمعايير العالمية في الصناعة البحرية.

وقال "إيه بي إس": "على الرغم من أن الوقود الحيوي المتطور قد يكون جزءًا من الحل، فإنه لا يوجد هناك ما يكفي من الكتلة الحيوية أو زيت الوقود المستعمَل عالميًا لتشغيل قطاع الشحن البحري بأكمله دون التسبب بتداعيات سلبية، مثل تغيير استعمال الأراضي غير المباشر أو التأثير في الأمن الغذائي"، وفق تصريحاته الواردة في تقرير بعنوان "رؤية تواكب الواقع" الصادر في 15 سبتمبر/أيلول الجاري.

ومن أمثلة تغيير استعمال الأراضي غير المباشر التوسع في زراعة المحاصيل المستعمَلة في إنتاج الوقود الحيوي؛ ما ينتُج عنه إزالة الغابات أو تحويل المراعي في مناطق أخرى حول العالم، ومن ثم انبعاثات كربونية إضافية.

الوقود الحيوي

على الرغم من أن الوقود الحيوي قد نما بنسبة 73% خلال المدة من عام 2019 إلى 2023، فإنه ما يزال يمثّل 0.73% فقط من إجمالي استعمال الوقود في قطاع الشحن البحري العالمي، بحسب "إيه بي إس".

وفي معرض إشارته إلى عدم التوافق بين أهداف الحياد الكربوني وبين النمو البطيء في إنتاج الوقود الأخضر، قال الرئيس التنفيذي لمكتب الشحن الأميركي كريستوفر ويرنيكي، إن العلامات التي تشكّل مناخ الاستثمار مثل اللوائح التنظيمية وأسعار الوقود والجزاءات والوفرة والقابلية للتوسع، كلّها تمضي بسرعات مختلفة.

وقال مكتب الشحن الأميركي، إن الوقود الحيوي يُعدّ حاليًا الأرخص من بين كل بدائل الوقود الأخضر.

ومقارنةً بزيت الوقود منخفض الكبريت، يرتفع سعر الوقود الحيوي بنحو 1.5 إلى 3 مرّات، بينما يزيد سعر الميثانول الأخضر بما يتراوح من 2 إلى 4 مرّات، والأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر بنحو 3 إلى 8 مرّات.

سفينة حاويات في ميناء لوهافر بفرنسا
سفينة حاويات في ميناء لوهافر بفرنسا - الصورة من بلومبرغ

اجتماع مرتقب

من المقرر أن تجتمع المنظمة البحرية الدولية في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل لإقرار "إطار الحياد الكربوني" رسميًا، بعد التوافق عليه في أبريل/نيسان الماضي، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويتضمن إطار الحياد الكربوني هدفًا يتمثل في الوصول إلى الحياد الكربوني في قطاع الشحن البحري العالمي بحلول عام 2050، بدعم من أهداف خفض مؤقتة بنسبة 20% على الأقل بحلول عام 2030، و70% على الأقل بحلول عام 2040.

ومن المقرر أن يدخل "إطار الحياد الكربوني" حيز التنفيذ في عام 2027، وستصبح بنوده إلزامية بالنسبة للسفن الكبيرة العابرة للمحيطات، الزائد وزنها الإجمالي على 5 آلاف طن، والمسؤولة عن 85% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المنطلقة من قطاع الشحن البحري عالميًا.

ولا تمثّل صناعة الشحن البحري سوى قرابة 3% من انبعاثات غازات الدفيئة التي تُعدّ المسبب الرئيس للاحتباس الحراري العالمي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1.أهداف الحياد الكربوني في قطاع الشحن البحري في خطر، من تقرير في "إس إند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"
2.حصص مصادر الطاقة البديلة في قطاع الشحن البحري من "إس إند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الزراعة: ضخ 18 مليون شيكارة أسمدة تغطي 80% من احتياجات الموسم الصيفي
التالى أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم 17 سبتمبر 2025 في البنوك المصرية