
علّق نيافة الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا وتوابعها، على ظاهرة اختفاء بعض الفتيات القبطيات واعتناقهن ديانة أخرى، مُشيرًا إلى وجود عوامل اجتماعية ونفسية تُؤدي إلى تلك الحالات. وخلال إحدى عظاته، تطرّق نيافته إلى أن البعض
يسعى لاستقطاب الفئات الضعيفة أو المتشككة، موضحًا أن غياب الحوار داخل الأسرة، أو الإجبار على زواج غير مرغوب فيه، قد يكون من الأسباب التي تدفع الشباب والفتيات إلى الابتعاد عن مجتمعاتهم.

الأنبا مكاريوس عن المشكلات التي تعانيها المرأة
كما سلط الضوء الأنبا مكاريوس على المشكلات التي تعانيها المرأة في بعض البيوت، مثل التعامل العنيف من الزوج، خاصة إذا كان مدمنًا أو يلجأ للعنف الجسدي، مما يجعل الزوجة فاقدة للدعم حتى من أسرتها التي قد ترفض الاستماع
لها تحت مظلة تقاليد ومعتقدات تُطالب المرأة بتحمل المعاناة والبقاء في بيت زوجها مهما كانت الظروف. ولفت الأنبا مكاريوس إلى أن بعض الأشخاص الذين لا يجدون الدعم قد يلجؤون إلى من يعدهم بالحماية، بغض النظر عن الخلفية الدينية لهذه الجهة، وذلك مِن مَن يملكون السلطة والنفوذ.

بناء علاقة قوية
و أشار إلى أن المشكلة لا ترتبط بالأديان تحديدًا، بل ترتبط بالبحث عن القوة و الحماية، داعيًا الأهل إلى بناء علاقة قوية مع أبنائهم، حيث أكد أهمية الاحتواء و الاستماع للفتيات دون إصدار ردود فعل صادمة أو مواجهات قد تُصعب التواصل. كما شدّد على ضرورة تفهّم المشاكل والتدخل بشكل عملي لحل الخلافات قبل أن تتفاقم.

بعض الفتيات قد يلجأن إلى المساومة
وفي سياق آخر، أكّد الأنبا مكاريوس أن بعض الفتيات قد يلجأن إلى المساومة باستخدام الدين للحصول على اهتمام معين أو حل لمشاكلهن العاطفية أو الأسرية، مؤكدًا أن هذه السلوكيات ليست مقتصرة على دين بعينه. واختتم حديثه
بنصيحة للأمهات تحديدًا بضرورة أن يكنّ أقرب لأبنائهن وبناتهن، وأن يستمعن لهم دون خوف أو انصدام من أفكارهم وقضاياهم، لأن الفتاة التي تخشى الحديث مع أمها قد تبحث عن ملاذ خارج الأسرة، وهو ما يُسبب شروخًا اجتماعية أكبر.