أخبار عاجلة

عاجل - مقتل قيادي بارز في داعش بغارة أمريكية داخل سوريا.. من هو عمر عبد القادر؟

عاجل - مقتل قيادي بارز في داعش بغارة أمريكية داخل سوريا.. من هو عمر عبد القادر؟
عاجل - مقتل قيادي بارز في داعش بغارة أمريكية داخل سوريا.. من هو عمر عبد القادر؟

في تطور أمني لافت يعكس استمرار الحرب على الإرهاب رغم التحولات السياسية الكبرى في المنطقة، أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية (سنتكوم) يوم الجمعة 19 سبتمبر 2025، عن مقتل القيادي البارز في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عمر عبد القادر، في غارة جوية دقيقة نفذت داخل الأراضي السورية. الخبر، الذي جاء عبر بيان رسمي نشر على منصة "إكس"، حمل دلالات أمنية واستراتيجية عميقة، لا سيما أنه يتزامن مع اقتراب انعقاد لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في نيويورك، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل التعاون الأمني في سوريا بعد سنوات من الصراع الدموي.

 

هوية عمر عبد القادر ودوره داخل داعش

حسب البيانات الصادرة عن التحالف الدولي ووكالة الأنباء العراقية، فإن عبد القادر – المكنى بـ "عبد الرحمن الحلبي" – كان يُعد من أبرز العقول المدبرة داخل تنظيم داعش، حيث تولى منصب مسؤول العمليات والأمن الخارجي. هذه الوظيفة جعلته مسؤولًا مباشرًا عن التخطيط والإشراف على ما يسمى "الولايات البعيدة"، أي العمليات التي تتجاوز الحدود السورية والعراقية لتصل إلى أوروبا والولايات المتحدة.

تاريخه الدموي يعود إلى ما قبل صعود "داعش" نفسه؛ إذ تشير التقارير الاستخباراتية إلى ضلوعه المباشر في تفجير السفارة الإيرانية في لبنان عام 2013، وهو الهجوم الذي أسفر حينها عن عشرات الضحايا، وأكد ارتباطه الوثيق بشبكات الإرهاب العابر للحدود. كما يُتهم عبد القادر بالمشاركة في التخطيط لهجمات متفرقة في أوروبا، ومحاولات لاستهداف مصالح أمريكية خلال العقد الأخير.

تفاصيل العملية الأمنية

أوضحت القيادة المركزية الأمريكية أن العملية تمت فجر الجمعة بعد متابعة استخباراتية معقدة استمرت عدة أشهر، حيث جُمعت المعلومات بالتنسيق بين أجهزة الأمن العراقية وقوات التحالف الدولي. وبحسب بيان جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، فقد جرى استهداف عبد القادر بدقة عبر غارة جوية في إحدى المناطق السورية لم يتم الكشف عنها تفصيلًا، وذلك لضمان سرية مصادر المعلومات.

الجنرال براد كوبر، قائد القيادة الوسطى الأمريكية، صرح بأن بلاده "لن تتهاون في ملاحقة الإرهابيين الساعين لمهاجمة الولايات المتحدة"، معتبرًا أن هذه العملية "تُشكل ضربة جديدة لقدرات داعش الخارجية وتعرقل محاولاته لاستعادة نشاطه الدولي".

تداعيات على قدرات التنظيم

مقتل عبد القادر، حسب محللين عسكريين، يُمثل انتكاسة كبيرة لهيكل داعش الخارجي، إذ كان مسؤولًا عن التنسيق بين خلايا التنظيم النائمة في عدة دول، خصوصًا أوروبا وشمال إفريقيا. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن التنظيم غالبًا ما يملك بدائل جاهزة، وأن التهديد لم ينتهِ تمامًا، خاصة في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار في شمال سوريا، التي تمنح بيئة مناسبة لإعادة تجميع عناصر التنظيم.

واشنطن تعلن مقتل قيادي بتنظيم داعش جراء غارة أمريكية في سوريا
استهداف عبد القادر يأتي بعد أسابيع فقط من إعلان الجيش الأمريكي في أغسطس الماضي عن مقتل قيادي آخر وصف بأنه "الممول الرئيسي لهجمات داعش" في العراق وسوريا

كما أن استهداف عبد القادر يأتي بعد أسابيع فقط من إعلان الجيش الأمريكي في أغسطس الماضي عن مقتل قيادي آخر وصف بأنه "الممول الرئيسي لهجمات داعش" في العراق وسوريا، خلال عملية في محافظة إدلب. هذه العمليات المتتالية تعكس تصميم واشنطن على استنزاف القيادة الوسطى للتنظيم، ومنع عودته للواجهة كما حدث بعد سقوط خلافته المزعومة في 2019.

البعد الإقليمي والدولي للعملية

اللافت أن الإعلان عن مقتل عبد القادر جاء في لحظة سياسية حساسة، حيث تتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب بين ترامب وأحمد الشرع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذا التزامن يثير تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن ترسل إشارات واضحة بأن التعاون الأمني مع النظام السوري الانتقالي سيكون مشروطًا بقدرته على ضبط الأرض ومنع عودة التنظيمات الإرهابية.

إضافة إلى ذلك، فإن العملية تمثل – وفق مراقبين – رسالة غير مباشرة إلى إيران. فعبد القادر كان أحد المتورطين في استهداف السفارة الإيرانية في بيروت عام 2013، ما يضع مقتله في سياق حسابات إقليمية تتجاوز محاربة الإرهاب التقليدية، لتمس توازنات النفوذ في لبنان وسوريا.

صدى داخل العراق وسوريا

في العراق، اعتُبر نجاح العملية ثمرة للتنسيق بين جهاز مكافحة الإرهاب وقوات التحالف الدولي. حيث أكد بيان رسمي أن المتابعة الاستخباراتية لعبت الدور الأهم في تحديد مكان عبد القادر بدقة. هذا يعكس استمرار ترابط الملفين السوري والعراقي في سياق محاربة داعش، إذ إن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة قادرة على شن هجمات على الحدود بين البلدين.

أما في سوريا، فإن العملية أعادت الجدل حول قدرة الحكومة الانتقالية بقيادة الشرع على فرض سيطرة فعلية على أراضيها، خاصة مع تزايد الضغوط الأمريكية لتولي مسؤولية المعتقلات التي تضم آلاف مقاتلي داعش. كثير من المراقبين اعتبروا أن العملية مؤشر على أن واشنطن ما زالت اللاعب الأمني الأبرز في الملف السوري، حتى في ظل التحولات السياسية الأخيرة.

هل يغيّر مقتله مسار الحرب على داعش؟

رغم الأهمية الاستراتيجية للعملية، يرى خبراء أن مقتل عبد القادر لن يُنهي خطر داعش بشكل كامل، لكنه قد يؤخر عمليات التنظيم الخارجية. فمنذ خسارته الجغرافية عام 2019، تبنى التنظيم استراتيجية "اللامركزية"، ما جعل من الصعب القضاء عليه بضربة واحدة. ومع ذلك، فإن استهداف قيادات مثل عبد القادر يُضعف قدرته على التنسيق الدولي ويبعث رسالة ردع للخلايا النائمة.

ارتباط سياسي بالتحولات الجارية

لا يمكن تجاهل أن توقيت العملية يتزامن مع مرحلة إعادة رسم الخريطة السياسية في سوريا. فبينما يتهيأ الشرع للظهور على منصة الأمم المتحدة كأول رئيس سوري منذ عقود، تعمل واشنطن على تأكيد استمرار نفوذها العسكري والأمني في المنطقة. وربما يكون مقتل عبد القادر جزءًا من إستراتيجية أمريكية مزدوجة: من جهة، ضرب الإرهاب كأولوية أمنية، ومن جهة أخرى، فرض إيقاع على النظام الانتقالي السوري ليبرهن على جديته كشريك في الحرب على الإرهاب.

مقتل عمر عبد القادر ليس مجرد عملية أمنية معزولة، بل حدث يعكس تداخل البعدين الأمني والسياسي في المشهد السوري الراهن. فمن ناحية، يشكّل ضربة مؤلمة لتنظيم داعش تعرقل خططه لاستعادة نشاطه الخارجي، ومن ناحية أخرى، يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الحكومة الانتقالية السورية، ومدى قدرتها على التماهي مع متطلبات المجتمع الدولي، وفي مقدمها محاربة الإرهاب. وبينما يستعد ترامب والشرع للقاء في نيويورك، قد يُقرأ هذا التطور كجزء من أوراق الضغط الأمريكية لإعادة صياغة دور سوريا الجديد، بما يخدم ترتيبات إقليمية أوسع تمتد من مكافحة داعش إلى مستقبل العلاقة مع إيران وإسرائيل.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق محمود محيي الدين: نحتاج إقليمية جديدة تتجاوز السياسة وتعتمد على المصالح والتكامل
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"