التقى الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بالدكتور، سالم المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، وذلك على هامش مشاركة فضيلته في «القمة الثامنة لزعماء الأديان»، المنعقدة بالعاصمة الكازاخية أستانا.
وأكد مفتي الجمهورية، خلال لقائه المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، أن دار الإفتاء المصرية باتت اليوم مؤسسة عالمية تتجاوز حدودها الجغرافية، وتقوم بدور رائد في تصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر الفكر الوسطي المستنير، وتقديم الرأي الشرعي المعتدل المتزن في القضايا المعاصرة، مشيرًا إلى أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تتخذ من القاهرة مقرًا لأمانتها العامة، فإنها تضم في عضويتها أكثر من (108) دولة، وتضطلع بدور محوري في تنسيق الجهود الإفتائية على المستوى الدولي، بما يسهم في ضبط الخطاب الإفتائي، وترسيخ منهجية الفتوى الرشيدة القائمة على الوسطية والاعتدال، وتُعد منصة جامعة للمؤسسات الإفتائية حول العالم، كما تُسهم في تعزيز التعاون وتبادل الخبرات، وتقديم الدعم العلمي للمفتين والمتصدرين لعملية الإفتاء، بما يواكب التحديات الفكرية والفقهية المعاصرة.
وأشار مفتي الجمهورية، إلى حرص دار الإفتاء المصرية على مواكبة متغيرات العصر والاستجابة للتحديات الفكرية والإنسانية من خلال إنشاء عدد من المراكز المتخصصة التي تدعم رسالتها وتُعزز من دورها في معالجة القضايا المعاصرة، وفي مقدمتها مركز سلام لدراسات التطرف، الذي يُعنى برصد وتحليل الأفكار المتطرفة، وتقديم دراسات علمية تساعد على فهم جذورها وآليات انتشارها، بما يسهم في حماية المجتمعات من الانجراف وراء هذه التيارات، كما يعمل مركز الإمام الليث بن سعد لفقه التعايش، التابع لدار الإفتاء، على إبراز الجوانب الفقهية والشرعية الداعمة لفلسفة التعايش السلمي بين أتباع الأديان، مع التأكيد على أن الالتزام بالتعاليم الدينية لا يتعارض مع احترام التنوع الديني والثقافي بين البشر، فضلًا عن مركز حوار التابع لدار الإفتاء أيضًا، الذي يعمل على تعزيز التفاهم المشترك، وتقديم الصورة الصحيحة والمعتدلة عن الدين الإسلامي في مواجهة الصور المغلوطة التي تُروَّج في بعض الدوائر الإعلامية والثقافية حول العالم.

من جانبه، أعرب الدكتور سالم المالك، المدير العام لمنظمة «الإيسيسكو»، عن تقديره العميق لفضيلة مفتي الجمهورية، ولمؤسسة دار الإفتاء المصرية، مشيدًا بالدور الكبير الذي تضطلع به في الاستجابة لمتطلبات الواقع والتحديات الفكرية المعاصرة، وجهودها البارزة في نشر الوعي الديني الصحيح، ومكافحة الفكر المتطرف، وتقديم خطاب فقهي رصين يلبي احتياجات المجتمعات الإسلامية في الداخل والخارج، مبينًا أنه يتابع عن قرب ما تقوم به دار الإفتاء من مبادرات رائدة ومشروعات نوعية، معتبرًا أنها واحدة من أهم المؤسسات الدينية القادرة على مد جسور التعاون والعمل المشترك، لما لها من خبرات وتجارب ثرية، متطلعًا إلى حرص «الإيسيسكو» على توثيق التعاون مع دار الإفتاء والاستفادة من جهودها المتعددة في خدمة القضايا الإسلامية والإنسانية.