لاون الرابع عشر , في خطوة اعتبرها كثيرون تحولاً لافتًا في سياسات الفاتيكان الليتورجية، سمح البابا لاون الرابع عشر بإقامة قداس تقليدي كان محظورًا في عهد سلفه البابا فرنسيس .

ومن المقرر إقامة هذا القداس بالطقوس اللاتينية القديمة، المعروف باسم القداس التريديتيني، يوم 25 أكتوبر المقبل، وذلك على مذبح الكرسي داخل بازيليك القديس بطرس، أحد أهم المواقع المقدسة في العالم الكاثوليكي، بحسب ما أعلنه موقع فاتيكان نيوز.
ويمثل هذا الحدث المرة الأولى منذ ثلاث سنوات التي يُسمح فيها بإقامة هذا الشكل الطقسي في هذا الموقع، بعدما كان محظورًا من قبل البابا فرنسيس ضمن سياسته لتوحيد الطقوس والحد من الانقسامات داخل الكنيسة الكاثوليكية.

تنظيم من جمعية مؤيدة للطقس التقليدي وقيادة كاردينال معارض
القداس يأتي بتنظيم من جمعية “بوپولو سوموروم بونتيفيكوم”، وهي منظمة معروفة بدعمها لـالطقوس التقليدية للقداس الروماني، وتُعتبر من أبرز الداعمين للعودة إلى ما يُعرف بـ”الشكل الاستثنائي” للقداس، كما تم تعريفه في وثيقة Summorum Pontificum التي أصدرها البابا بنديكتوس السادس عشر عام 2007.
اللافت أن الكاردينال ريموند ليو بيرك، المعروف بمواقفه المعارِضة لنهج البابا فرنسيس، سيكون من يتولى رئاسة هذا القداس، في تحرك فُسر على أنه انتصار للتيار التقليدي داخل الكنيسة، خاصة بعد إدارة الفاتيكان للقرار في بدايته بسرية تامة، نظرًا لحساسيته الرمزية والكنسية.

حدث محوري للكاثوليك التقليديين وتغيير في اتجاهات الفاتيكان بقرار البابا لاون الرابع عشر
يُعد هذا القرار تحولاً استراتيجيًا في السياسة الليتورجية للكرسي الرسولي، حيث أعاد للواجهة القداس الذي تقننه البابا بيوس الخامس عام 1570 بعد مجمع ترنت، والذي ظل معتمدًا حتى إصلاحات مجمع الفاتيكان الثاني عام 1969.
القداس التريديتيني، الذي يتم باللغة اللاتينية ويُعرف بأجوائه الرسمية والرمزية القوية، يُمثل رمزًا للهوية الكاثوليكية التقليدية.
وقد عبّرت جمعية “أخوية القديس بيوس العاشر”، وهي واحدة من أكثر الجماعات المحافظة نشاطًا، عن ترحيبها بالقرار، معتبرة أنه خطوة إيجابية نحو تمكين الكهنة من الاحتفال بحرية كاملة بهذا الشكل الطقسي.
وتزداد أهمية الحدث مع الإعلان عن بدء صلاة العشية البابوية في يوم 24 أكتوبر في بازيليك سان لورنزو إن لوسينا، والتي سيرأسها الكاردينال ماتيو ماريا زوبي، أحد الكرادلة المعروفين بميولهم التقدمية وقربهم من البابا فرنسيس، في محاولة واضحة لإيجاد توازن رمزي بين التقاليد والتجديد داخل المؤسسة الكنسية.