اقرأ في هذا المقال
- تغير المناخ يؤدي إلى فيضانات كاسحة وعواصف مميتة
- تغير المناخ يسبب جفاف الأنهار والأراضي الزراعية
- شهد العالم ارتفاعًا بواقع 25 مليمترًا في منسوب مياه البحر
- يعاني 3.6 مليار شخص عالميًا عدم الوصول إلى المياه
- ساد طقس رطب في وسط أفريقيا وأوروبا وآسيا
أحدثت أزمة المناخ تغييرًا جذريًا في دورة الماء العالمية؛ ما جعل الكوكب يواجه موجات جفاف حادة في بعض المناطق، وفيضانات كاسحة في أماكن أخرى.
ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة مستوى التبخر في مناطق معينة من العالم؛ ما تنتُج عنه هطول الأمطار بغزارة، وفق تقرير حديث صادر اليوم الخميس 18 سبتمبر/أيلول عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية دبليو إم أو (WMO) التابعة للأمم المتحدة.
في المقابل تؤدي درجات الحرارة المرتفعة نفسها الناجمة عن أزمة المناخ إلى موجات جفاف شديدة في مناطق أخرى، تؤثر في النظم البيئية والزراعة.
ووجد التقرير الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخةٍ منه، أن العالم شهد ارتفاعًا بواقع 25 مليمترًا في منسوب مياه البحر خلال المدة بين سبعينيات القرن الماضي وحتى الآن.
ويفتقر 3.6 مليار شخص حول العالم إلى سُبل الوصول الكافي لمصادر الماء في شهر واحد على الأقل سنويًا، ويُتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى أكثر من 5 مليارات شخص بحلول عام 2050، حسب التقرير ذاته.
تحذير صارم
حذّرت الأمم المتحدة من أن أزمة المناخ تؤدي إلى تغيرات متطرفة تتفاوت بين الفيضانات العارمة في مناطق والجفاف الشديد في مناطق أخرى.
ويأتي تحذير الأمم المتحدة في وقت تسعى فيه بلدان الاتحاد الأوروبي إلى التوافق حول خطة بشأن خفض الانبعاثات، ووضعها على طاولة النقاش خلال قمة المناخ "كوب 30"، المقرر انعقادها في البرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتأتي "كوب 30" في الوقت الذي تهدد فيه الانقسامات حول الأجندة الخضراء التي تتبناها دول التكتل ريادتها في مسار جهود المناخ.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن دورة الماء في العالم أصبحت خارج التنبؤات بدرجة أكبر من أي وقت مضى، مع انحسار مساحات الأنهار الجليدية، وتزايد موجات الجفاف وأحواض الأنهار غير المتوازنة، فضلا عن موجات الفيضانات الكاسحة التي تنشر دمارًا واسع النطاق.
وأضاف رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليستي ساولو: "تئنّ موارد المياه العالمية تحت وطأة ضغوط متنامية، كما يتنامى تأثير المخاطر ذات الصلة بالمياه في حياة الناس وأرزاقهم"، في بيان صدر تزامنًا مع تقرير حالة موارد المياه العالمية (State of Global Water Resources) السنوي.
وكان العام الماضي الأعلى سخونة على الإطلاق؛ ما أدى إلى موجات جفاف مطولة في الأجزاء الشمالية من أميركا الجنوبية، وحوض نهر الأمازون والمنطقة الجنوبية من قارة أفريقيا.
في مقابل ذلك ساد طقس أكثر رطوبة من المعتاد في وسط أفريقيا وأوروبا وآسيا جراء تعرّض تلك المناطق لفيضانات عارمة أو عواصف مميتة، وفق التقرير.
كما رُصِدت أمطار غزيرة غير معتادة في المنطقة الاستوائية في أفريقيا خلال عام 2024؛ ما أودى بحياة قرابة 2500 شخص ونزوح نحو 4 ملايين آخرين.
دورة مياه متقلبة
قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن 2024 كان سادس عام على التوالي يحدث فيه "خلل واضح" في أحواض الأنهار بالعالم.
وأضافت: "ثلثا أحواض الأنهار في العالم كانت بها كميات مياه كبيرة جدًا أو قليلة جدًا؛ ما يعكس دورة مياه متقلبة"، حسب التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأشارت المنظمة -أيضًا- إلى تدهور جودة المياه في البحيرات الكبرى جراء الطقس الدافئ، وانكماش مساحة الأنهار الجليدية في جميع المناطق للعام الثالث على التوالي.
وأضافت المياه الذائبة، وفق التقرير، قرابة 1.2 مليمترًا إلى منسوب البحار عالميًا في عام واحد؛ ما يهدد بحصول مخاطر فيضانات تُغرِق مئات الملايين من الأشخاص القاطنين في المناطق الساحلية.
وطالبت "دبليو إم أو" بمزيد من إجراءات الرصد والمراقبة ومشاركة البيانات بشأن آثار أزمة المناخ في دورة الماء العالمية.

صفقة "حفظ ماء الوجه"
يأتي تقرير "دبليو إم أو" في وقت يجتمع فيه وزراء البيئة في الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل مع اقتراب الموعد النهائي المحدد بوساطة الأمم المتحدة، لوضع خطط لمكافحة الاحترار العالمي بحلول عام 2035.
ويبدي الاتحاد الأوروبي -وهو أحد أكبر المطلقين لانبعاثات غازات الدفيئة خلف الصين وأميركا والهند- التزامًا هو الأكبر عالميًا بجهود المناخ.
وبناءً على ذلك، يأمل التكتل في أن يستمد مقترحاته التي سيطرحها في مؤتمر "كوب 30"، من مستهدفه الأكثر طموحًا المحدد لعام 2040.
غير أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لم توافق بَعْد على ذلك المخطط؛ تاركةً بروكسل تكافح من أجل التوصل إلى حل في هذا الخصوص.

اقتراح دنماركي
تقترح الدنمارك التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، تقديم "خطاب نوايا" إلى الأمم المتحدة خلال مؤتمر "كوب 30" بدلًا من هدف يبدو صعبًا.
وسيشتمل "خطاب النوايا" المذكور على تعهدٍ بخفض الانبعاثات بما يتراوح بين 66.3% و72.5%، مقارنةً بمستويات عام 1990، مع توقعات بخفض تلك النسبة في مرحلة لاحقة.
وقال ناطق باسم الرئاسة الدنماركية للاتحاد الأوروبي: "هذا التعهد سيضمن عدم ذهاب الاتحاد الأوروبي إلى قمة المناخ (كوب 30) بجعبة خاوية من أي خطط".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
1.آثار أزمة المناخ في دورة الماء العالمية من تقرير منشور على موقع "دبليو إم أو".