أخبار عاجلة
ننشر الحصاد الأسبوعى لوزارة العمل -

بالبلدي: 30 يونيو ..لحظة فاصلة لبداية عهد جديد

بقلم ✍️د. دعاء عبدالناصر محمد 

(باحثة دكتوراه في الدراسات السياسية والاستراتيجية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة)

لم تكن ثورة الثلاثين من يونيو 2013، يوماً عابراً في ذاكرة الشعب المصري، وإنما كانت لحظة فاصلة كتبت سطورا جديدة لبداية عهد جديد أعاد لمصر هويتها واستقرارها ومكانتها الإقليمية والدولية، بعد أن كانت على حافة الانهيار بمرحلة مظلمة كادت أن تودي بالبلاد للسقوط في مستنقع الفوضى والانقسام وتلقي بها في براثن المصير المجهول.

فما عانته مصر وعاشته أعقاب ثورة يناير 2011، من ارتباك سياسي وتدهور اقتصادي واجتماعي.. بلغ ذروته مع تولي جماعة الإخوان الحكم، حيث بدأت مرحلة سياسات الإقصاء والتفرد بالسلطة على أعقاب دولة منهكة، وتغلغل لتنظيم الإخوان في مفاصل الدولة والتفكيك الممنهج لمؤسسات الدولة القومية.. بهدف تغيير الهوية الوطنية والثقافية وتحويل مصر إلى ولاية تابعة لمشروع دولي.. لا يعرف للوطنية طريق.

ففي غضون عام واحد لتولي تنظيم الإخوان الحكم.. سارت مصر بخطى سريعة نحو الانهيار، كما انهارت من قبلها دول ولم ترجع حتى الآن.. تحت رايات الشعارات الدينية الزائفة.

ولكن سرعان ما تكشف الوجه الحقيقي للمشروع الذي كانت جماعة الإخوان أداة له، فحانت لحظة الاستيقاظ من الثبات.. فخرج الشعب المصري في لحظة تجلت فيها الإرادة الشعبية بأبهى صورها، حيث خرج ملايين المصريين في مشهد غير مسبوق، رافضين لحكم جماعة لم تنجح إلا في بث الفتنة وتقسيم الوطن.

فلم تكن ثورة 6/30 مجرد احتجاج أو ثورة عابرة وإنما كانت ثورة تعبير عن وعي شعب حر يأبى الخضوع والمهانة، ويخشى على أرض الكنانة الضياع والوقوع في براثن الفتنة والتفكك.

واستكمالا للصورة الوطنية في ذلك اليوم، إعلان الجيش المصري انحيازه للشعب مؤكدا أن الشرعية الحقيقية هي إرادة الأمة، في لحظة حاسمة أعلنت صراحة عن نهاية زمن المتاجرة باسم الدين.. وبداية استعادة الدولة أوج هيبتها.

وبداية عصر جديد، اختار فيه الشعب المصري أن يكتب مستقبله بيديه بعيدا عن الهيمنة والعبث بمصير الوطن، حيث لم تكن ثورة 30 يونيو انقلابا على سلطة قائمة.. بل كانت انتصارا لإرادة شعب، وبداية عهد جديد أساسه الوعي والاتحاد والإيمان بالدولة الوطنية.

فمنذ 30 يونيو بدأت الدولة المصرية مسار بناء جديد.. رغم صعوبة التحديات، فلم يكن الطريق مفروشا بالورود، ولكن كانت هناك قيادة حكيمة وراشدة استطاعت النهوض بمصر.. حيث كانت الإرادة أقوى من الصعاب، فعادت هيبتها في محيطها الإقليمي، وأصبحت رقما صعبا وفعالا في معادلات السياسة الدولية، بعد أن استردت قرارها الوطني من جماعة لم تؤمن أبدا بفكرة الوطن.

فأصبحت الدولة المصرية نموذجا حيا في مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة النسيج الوطني وإدارة الأزمات في ظل التأكيد دوما على ثوابت الدولة المدنية.

فلذلك، كانت ثورة 6/30 بداية النهاية وشهادة ميلاد جديدة ولحظة وعي لإنقاذ وطن، نقشت صورتها بحروف من نور في صفحات تاريخ لا ينسى.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مراسل «القاهرة الإخبارية»: مجزرة جديدة في رفح الفلسطينية وتحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية
التالى بتروجت يُعدل بيانه بشأن مفاوضات الزمالك لضم حامد حمدان.. ويرفض محاولات الضغط والانتقادات