أعاد موسم الخريف هذا العام الألوان إلى صدارة عالم الموضة، حيث كشف المصممون العالميون عن لوحات لونية جريئة ومتنوعة تهدف إلى كسر رتابة الإطلالات التقليدية وإضفاء لمسة عصرية على الأزياء اليومية والرسمية.
وحرصت بيوت الأزياء الكبرى على تقديم تشكيلات تمزج بين الدفء الذي يميز الخريف والجرأة التي تواكب متطلبات العصر، في محاولة لإرضاء مختلف الأذواق، وأكدت تقارير Vogue أنّ الألوان الدافئة والدرجات الترابية تحتل مكانة بارزة في عروض هذا الموسم، بينما تحجز بعض الألوان غير التقليدية موقعًا مفاجئًا ضمن اختيارات المصممين.
موضة خريف 2025..عودة الدرجات الترابية والكلاسيكية
فرضت الألوان الترابية نفسها بقوة على منصات العروض في باريس وميلانو ونيويورك، حيث قدم المصممون درجات البني والبيج والكاراميل لتكون خيارًا مثاليًا لإطلالات النهار، ويُعتبر هذا الاتجاه استمرارًا للعودة إلى الطبيعة التي سيطرت على الموضة خلال السنوات الأخيرة.
كما برزت الدرجات الكلاسيكية من الرمادي الداكن والأسود الأنيق، إذ اعتمدها المصممون كخيار أساسي للمعاطف والبدلات الرسمية، ما يمنح مرتديها حضورًا قويًا يتماشى مع أجواء الخريف الجادة.
كما شهد الموسم إقبالًا على الألوان الجريئة مثل الأحمر القاني والبرتقالي المشتعل، حيث أضافها المصممون إلى الفساتين والمعاطف لإضفاء لمسة من الحيوية، واعتمدت بعض بيوت الأزياء اللون البنفسجي العميق والأزرق الملكي كرمز للأناقة والتميز، خاصة في الإطلالات المسائية.
وأثار ظهور اللون الوردي الفاتح جدلًا واسعًا، إذ عادة ما يُعتبر لونًا صيفيًا، غير أنّ المصممين أعادوا تقديمه في صيغة خريفية عبر دمجه مع قطع صوفية ومعاطف طويلة، وقد لاقى هذا الاتجاه إعجاب الشباب الباحثين عن إطلالة مختلفة.
واحتل اللون الأخضر بمختلف درجاته مكانة مميزة هذا الخريف، بدءًا من الأخضر الزيتوني وحتى الزمردي الغني، واعتمدت كثير من العلامات العالمية هذا اللون في تصميم المعاطف والحقائب والأحذية، معتبرة أنّه يعكس طاقة متجددة ويمنح شعورًا بالاستقرار والاتصال بالطبيعة، ويؤكد خبراء الموضة أنّ الأخضر أصبح اللون المفضل لدى كثير من المصممين لأنه يجمع بين الأناقة وسهولة التنسيق مع الألوان الأخرى.
دور الإكسسوارات في إبراز الألوان
لم يغفل المصممون دور الإكسسوارات في تعزيز موضة الألوان، إذ برزت الحقائب والأحذية بألوان متباينة لتكسر رتابة الإطلالة، وشهدت العروض ظهور حقائب صغيرة باللون الفضي والذهبي لتضيف بريقًا خاصًا إلى الملابس الخريفية، كما ظهرت الأوشحة والقبعات الصوفية بألوان زاهية كالبرتقالي والأصفر، ما يمنح الإطلالة لمسة مرحة وسط الأجواء الرمادية.
وسرعان ما انتقلت هذه الاتجاهات من منصات العروض إلى الشارع، حيث رُصدت إطلالات لمدوني الموضة والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يرتدون ألوان الخريف الجديدة، وبدأت متاجر الملابس الكبرى في طرح تشكيلات تستوحي هذه اللوحات اللونية، لتصبح في متناول جمهور أوسع، ويؤكد خبراء التسويق أنّ إقبال الناس على هذه الألوان يعكس الرغبة في كسر الروتين اليومي والتعبير عن الذات من خلال إطلالات مختلفة.
