في مشهد يعكس تحولًا كبيرًا في ميزان القوى، شنت القوات الصومالية، بدعم من بعثة الاتحاد الإفريقي وشركاء دوليين، سلسلة من الضربات الموجعة ضد حركة الشباب الإرهابية.
هذه العمليات وُصفت بأنها الأوسع منذ أكثر من عقد، حيث استهدفت معاقل رئيسية ومراكز تمويل وإمداد للتنظيم في أقاليم شبيلي الوسطى، هيران، وجوبا السفلى.
تفاصيل العمليات الميدانية
بحسب بيانات رسمية، أسفرت الضربات عن مقتل العشرات من مقاتلي الحركة بينهم قادة بارزون، وتدمير معسكرات تدريب ومستودعات أسلحة.
الطائرات المسيرة لعبت دورًا محوريًا في رصد تحركات المسلحين وتنفيذ ضربات دقيقة، بينما تولت القوات البرية تطهير القرى والبلدات التي كانت خاضعة لسيطرة الحركة منذ سنوات.
و العمليات لم تكن عشوائية، بل جرى التخطيط لها بعناية عبر جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن مواقع قادة التنظيم وخطوط إمداده.
ضرب الاقتصاد الموازي للتنظيم
لم تقتصر المواجهة على الجانب العسكري فحسب، بل شملت أيضًا استهداف منابع التمويل.
فقد تمكنت القوات الصومالية من قطع طرق التجارة غير الشرعية التي تعتمد عليها حركة الشباب، وضبط شحنات تهريب كانت تدر ملايين الدولارات للتنظيم.
كما طُبقت إجراءات صارمة ضد شبكات الجباية والإتاوات التي كان المسلحون يفرضونها على السكان المحليين.
رد فعل الحركة ومحاولات يائسة
في مواجهة هذه الضربات، حاولت الحركة الرد بهجمات انتحارية وتفجيرات في العاصمة مقديشو وبعض المدن الكبرى.
إلا أن هذه الهجمات جاءت محدودة التأثير، وفشلت في وقف الزخم العسكري للحملة الحكومية.
و المراقبون وصفوا هذه المحاولات بأنها "رد فعل يائس"، يعكس حجم الخسائر التي تكبدها التنظيم.
الأثر على المشهد الداخلي
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 30 بلدة وقرية تحررت من قبضة حركة الشباب خلال الأشهر الأخيرة، ما سمح بعودة آلاف العائلات النازحة إلى ديارها.
هذا التقدم الميداني أعاد الثقة للشعب الصومالي في قدرة الدولة على حماية المواطنين، وفتح المجال أمام مشاريع إعادة الإعمار وتحسين الخدمات في المناطق المحررة.
مستقبل الحرب على الإرهاب في الصومال
رغم النجاحات اللافتة، يحذر الخبراء من أن الحرب ضد حركة الشباب لم تُحسم بعد.
فالتنظيم ما زال يمتلك خلايا نائمة وقدرة على تنفيذ هجمات مباغتة.
لكن الضربات الأخيرة وجهت رسالة قوية بأن الحركة باتت في أضعف حالاتها منذ سنوات، وأن الدولة الصومالية باتت قادرة على فرض سيطرتها تدريجيًا على كامل أراضيها.