تتحرّك شركة سومو العراقية (شركة تسويق النفط الحكومية) في مسارات عديدة خلال الوقت الحالي، لتنويع مصادر تسويق النفط العراقي وتخزينه، خاصة بالقرب من السوق الآسيوية، التي تُعد المنفذ الرئيس للخامات العراقية.
وقبل أيام، وقّعت "سومو" اتفاقية لدراسة تخزين 10 ملايين برميل نفط خام في سلطنة عمان، وأيضًا تدرس، بالتعاون مع شركة إكسون موبيل الأميركية، إقامة منشأة لتخزين النفط العراقي في سنغافورة.
وبين كل هذه الجهود، تواجه "سومو" اتهامات بتهريب النفط العراقي وخلطه، في محاولة لتقييد جهود الشركة وتعريضها لعقوبات أميركية على وجه الخصوص.
وفي هذا الإطار، يتحدّث رئيس الشركة المهندس علي نزار الشطري، في حوار مع منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، عن أحدث المستجدات، وجهود تنويع الأسواق التصديرية للخام العراقي، إلى جانب زيادة الاستثمارات في البنية التحتية المتعلقة بغاز النفط المسال.
كما يكشف "الشطري" عن تحرك شركة سومو نحو إضافة مزيد من خامات النفط الجديدة خلال المدة المقبلة، إلى جانب سياسة التعامل مع السوق الأوروبية بشكل خاص.
وإلى نص الحوار:
ما سبب تركيز شركة سومو على السوق الآسيوية في تصدير النفط الخام؟
الأسواق الأسيوية تُعد الأكثر نموًا في الطلب على الطاقة؛ لذلك يحرص العراق على تلبية هذا الطلب وتعزيز حضوره هناك.
ورغم ذلك؛ ففي الوقت نفسه نحرص على الحفاظ على توازن التصدير للأسواق الأخرى بما يخدم مصلحة العراق الإستراتيجية.
لكن البعض يرى أن العراق لم يستغل فرصة غياب تدفق النفط الروسي عن السوق الأوروبية.. ما ردكم؟
العراق دائمًا يتعامل مع السوق الأوروبية باهتمام، لكن سياستنا تقوم على التصدير المستدام والمرتبط بقدراتنا الإنتاجية، بعيدًا عن القرارات اللحظية.
نحن نسعى لوجود طويل الأمد في أوروبا وليس مجرد استغلال ظرف مؤقت.
هل هناك أسواق جديدة تخطط "سومو" لدخولها لأول مرة؟
نحن نتابع باستمرار تطورات الأسواق العالمية، وهناك بالفعل دراسات لفتح منافذ جديدة في أفريقيا وأميركا اللاتينية، لكن أي خطوة ستكون مدروسة وتصب في مصلحة العراق على المدى الطويل.
كم عدد الدول التي يُصدِّر لها العراق حتى الآن؟
العراق يُصدِّر إلى مجموعة واسعة من الدول تتجاوز 40 دولة، وهذا يعكس تنوع الأسواق التي نتعامل معها ويؤكد مرونة صادراتنا.
هناك محادثات لإعادة إحياء خط أنابيب النفط العراقي السوري.. هل يمكن قريبًا تصدير النفط إلى سوريا؟
العراق منفتح على جميع المبادرات التي تسهم في تنويع مسارات التصدير، لكن أي خطوة من هذا النوع ترتبط بالظروف الفنية والأمنية والسياسية؛ لذلك فالأمر ما زال قيد الدراسة والنقاش.
إلى حين الانتهاء من تأهيل هذا الخط.. هل هناك مفاوضات مع سوريا لتصدير النفط عبر البحر؟
نحن دائمًا نبحث عن بدائل عملية تضمن استمرار التصدير وتخدم الاقتصاد الوطني. المفاوضات والخيارات متاحة، لكن يُتَعامل معها ضمن إطار يضمن المصالح المشتركة ويحافظ على الشفافية.
هل يمكنكم تقديم عروض أو خصومات معينة لاستهداف أسواق أو بلدان جديدة مثل السوق الأفريقية؟
نحرص على أن يكون النفط العراقي منافسًا من حيث الجودة والالتزام بالعقود.
نحن لا نبيع على أساس خصومات سعرية، بل نركز على بدائل تسويقية عديدة تحقق ربحًا مستقرًا وعادلًا بلا خسائر.. تسويقنا يقوم على استدامة العلاقات مع الزبائن وضمان مصالح العراق أولًا.
هل هناك خامات نفط ستُضَاف إلى لائحة الخامات التي يصدرها العراق؟
نعم؛ هناك جهود لإضافة خامات جديدة؛ بما يعكس التنوع الجغرافي في الإنتاج العراقي، وهذا يعزز من مرونة التسويق ويمنح المستهلكين خيارات أكثر.
ما خطة الشركة للاستفادة من تصدير أو رفع معدلات تصدير غاز النفط المسال؟
العراق لديه إمكانات واعدة في هذا المجال، وهناك خطط لزيادة الاستثمارات في البنية التحتية الخاصة بالغاز؛ بما يُمكِّن من رفع معدلات التصدير تدريجيًا، وبما يُسهِم في تعظيم العائدات الوطنية.
لماذا دائمًا العراق متهم بتهريب النفط وخلطه؟
العراق يرفض هذه الاتهامات جملةً وتفصيلًا.. شركة سومو لديها آليات صارمة للرقابة والفحص الفني، وجميع الصادرات تتم وفق أعلى المعايير الدولية. العراق ملتزم بالشفافية والتعاون مع كل الجهات الدولية المختصة.
ما خطتكم لتطوير شركة سومو؟
التركيز مُنصبّ على تعزيز الحوكمة، وتبني التكنولوجيا الحديثة في مجالات التسويق، وبناء كوادر بشرية عالية الكفاءة.
كما نعمل على التوسع في بناء طلب عالمي مستقر وتعزيز التجارة بمختلف الفرص المتاحة بالشراكة مع الشركات العالمية المتخصصة والرصينة.
هدفنا أن تظل "سومو" شركة وطنية قوية تمثل العراق بأفضل صورة في الأسواق العالمية.
استضفتم مؤخرًا منتدى بغداد الدولي للطاقة في نسخته الأولى.. ما رؤيتكم لأهمية انعقاده؟
توقيت المنتدى جاء مناسبًا للغاية؛ حيث يشهد العالم تحولات عميقة في أسواق الطاقة، والعراق بحكم موقعه وإمكاناته النفطية والغازية قادر على أن يكون في قلب هذه التحولات.
إن المنتدى فرصة لتأكيد دور العراق بوصفه فاعلًا رئيسًا في استقرار السوق العالمية.
وفي هذا الإطار، قررنا أن تنعقد النسخة المقبلة من منتدى بغداد الدولي للطاقة في منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
هل يمكن استغلال هذا الحدث في الترويج للشركة، وأن تتحول إلى تسويق خامات أخرى إلى جانب النفط العراقي؟
بالتأكيد؛ المنتدى منصة لتعزيز صورة "سومو" بصفتها شركة وطنية رائدة.. تركيزنا الأول يظل تسويق النفط العراقي، لكننا منفتحون على دراسة فرص جديدة في مجالات أخرى تعزز من مكانة العراق مصدرًا متنوعًا للطاقة.

موضوعات متعلقة..
نرشح لكم..
- تقارير وتغطيات حصرية لوحدة أبحاث الطاقة (هنا).
- التقرير ربع السنوي عن أسواق الغاز المسال العربية والعالمية (هنا)