أخبار عاجلة

الإهمال العاطفي الوجه الخفي.. قراءة نفسية في فيلم مين يصدق

الإهمال العاطفي الوجه الخفي.. قراءة نفسية في فيلم مين يصدق
الإهمال العاطفي الوجه الخفي.. قراءة نفسية في فيلم مين يصدق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فيلم مين يصدق بيورينا حكاية مش بس عن ولاد عندهم كل حاجة مادية، لكنه عن فراغ أكبر بكتير من أي هدية أو مصروف. الولاد اتولدوا في بيوت مليانة فلوس، لبس جديد، مدارس كويسة، وأهل مقتنعين إنهم كده أدّوا كل اللي عليهم. لكن الحقيقة إن اللي ناقص كان أهم من كل ده: حضن، كلمة طيبة، قدوة حقيقية، وإحساس بالقيمة.

الأبطال كانوا بيحسوا إن حياتهم شكلها كامل، لكن جواهم فراغ عاطفي صعب يتهمل. لما ما لاقوش اهتمام ولا حب ولا أب أو أم يمثلوا لهم صورة قدوة، بدأوا يدوروا على المختلف برا البيت. وهناك شافوا البلطجي والحرامي على إنهم أبطال. مش لأنهم فعلاً أبطال، لكن لأنهم كانوا بيقدموا صورة بديلة عن القوة والاهتمام المفقود. غياب القدوة في البيت خلّى أي مظهر للتمرد برا يبقى جذاب، وغياب القيمة الذاتية خلّى أي لمسة اهتمام، حتى لو من شخص خطر، تتحس وكأنها طوق نجاة.

الفيلم بيكشف إن تلبية الاحتياجات المادية وحدها مش تربية. الطفل اللي يكبر على فكرة إن قيمته في الفلوس أو الهدايا، مش في ذاته ولا في شخصيته، بيطلع يدور على قيمته في عيون الآخرين. والمراهق لما ما يلاقيش قدوة ولا حب ولا أمان، بيلجأ لانتماءات زائفة، ويصدق إن البطولة في البلطجة، وإن الجرأة في كسر القوانين.

وده مش مجرد خيال سينمائي، الدراسات النفسية أكدت نفس الفكرة. الباحثة سونيا لوتار (2003) درست ما يُسمى “ثقافة الرفاهية” وأثبتت إن أبناء الأسر الميسورة معرضين بنسبة أكبر للقلق والاكتئاب والانحراف بسبب غياب الاحتواء العاطفي، رغم وفرة المال. كمان دراسة هوف وزملاؤه (2009) حللت العلاقة بين أنماط التربية والسلوك المنحرف، وبيّنت إن غياب الرقابة والاهتمام الأبوي يزيد بشكل مباشر من احتمالية الانحراف والسلوكيات الخطرة. أما أبحاث رونر (2018) فأظهرت إن غياب الحب في الطفولة بيأثر سلبًا على الصحة النفسية، وبيخلّي الأبناء يعانوا من نقص احترام الذات وفقدان الإحساس بالقيمة.

الرسالة اللي بيقدمها مين يصدق واضحة وصادمة: المال مش كل شيء. الماديات تبني بيت، لكن الحب يبني إنسان. الإهمال العاطفي أخطر من أي فقر، لأنه بيترك الولد أو البنت ضايعين وسط الوفرة، فاقدين للمعنى والقدوة والقيمة. وحين يغيب الاحتواء داخل البيت، يبحث عنه الأبناء خارجه، وهناك غالبًا يسقطون في الفخ.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حلا شيحة تدعم أسما شريف منير بعد ارتدائها الحجاب: خطوة تعبّر عما بداخلنا
التالى وزير الصحة يتفقد مستشفى قفط التخصصي ويوجه بتعزيز التعاون مع جامعة جنوب الوادي لدعم القوى البشرية