الملك خفرع هو رابع ملوك الأسرة الرابعة وابن الملك خوفو، باني الهرم الأكبر، وتولى الحكم بعد وفاة والده، ويعتقد أنه حكم مصر لمدة 26 عاما، وتميز عهده بالاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي، مما أتاح له تنفيذ مشاريع معمارية ضخمة، أبرزها بناء هرمه في الجيزة.
يقع هرم خفرع على هضبة الجيزة، جنوب غرب هرم خوفو، وقد بني الهرم على أرض مرتفعة، مما يجعله يبدو أطول من هرم خوفو، رغم أنه في الواقع أقل ارتفاعاً.
الارتفاع الأصلي لهرم خفرع كان حوالي 143.5 مترا، وطول كل ضلع من قاعدته يبلغ 215.5 مترا، وزاوية ميله تبلغ 53.1 درجة.
الحجر الجيري
استخدم الحجر الجيري بشكل رئيسي في بناء جسم الهرم الداخلي، وتم نقله محاجر الهضبة نفسها التي بني عليها الهرم، مما سهل عملية النقل، الحجارة كانت تقطع وتشكل بشكل خشن في الداخل، حيث لا تظهر للعيان.
كما تم استخدام الحجر الجيري الابيض المصقول في الكساء الخارجي، والذي تم جلبه من محاجر طرة شرق النيل، ويعد من أجود أنواع الحجر الجيري، استخدم لتغطية الهرم من الخارج بسطح أملس يعكس أشعة الشمس، ولا يزال جزء صغير من هذا الكساء ظاهراً عند قمة الهرم، وهو ما يميز هرم خفرع عن هرم خوفو، الذي فقدت منه كل طبقات الكساء تقريبا.
كما استخدم الجرانيت الوردي والأسود في حجرة الدفن، والأعمدة، وبعض الأجزاء الداخلية للمعبد الجنائزي ومعبد الوادي، وقد تم نقل الجرانيت من محاجر أسوان، وكان ينقل عبر النيل في مواسم الفيضان، ويرمز الجرانيت في الثقافة المصرية القديمة إلى القوة والخلود، وهو حجر صلب يصعب نحته، مما يدل على تقدمهم الفني.
ممر هابط
يحتوي الهرم على مدخلين في الجهة الشمالية، ويؤدي أحدهما إلى ممر هابط بزاوية انحدار 22 درجة، ينتهي بحجرة منحوتة في الصخر تعرف خطأً بحجرة الدفن، ولكن تقع حجرة الدفن الحقيقية في منتصف الهرم تقريبا، وسقفها جمالوني مشيد بالحجر الجيري. وقد وجد التابوت الملكي في هذه الحجرة، مصنوعا من الجرانيت الوردي.
يقع شرق هرم خفرع عدة ملحقات منها معبد الوادي، والذي تم بناءه من حجر الجرانيت، وارتبط بالهرم عبر ممر صاعد، وعثر فيه على العديد من تماثيل الملك خفرع المصنوعة من حجر الديوريت، والتي تعرض الآن في المتحف المصري.
ومن الملحقات الخاصة بهرم خفرع تمثال ابو الهول، والذي يعتقد أن خفرع هو من أمر بنحت تمثال أبو الهول، الذي يقع بالقرب من معبد الوادي، ويتميز التمثال بجسد أسد ورأس إنسان، ويعتبر من أكبر التماثيل المنحوتة من كتلة حجرية واحدة في العالم.
إضافة إلى الهرم التابع والذي يوجد بجانب هرم خفرع وهو هرم فرعي صغير، والذي يعتقد أنه كان مخصصاً لدفن الملكات أو لأغراض طقسية.
يعد هرم خفرع مثالاً على التطور المعماري في عهد الأسرة الرابعة، حيث تم تحسين تقنيات البناء مقارنة بهرم خوفو، كما يعكس الهرم ومجمعه الجنائزي مدى التقدم في فهم المصريين القدماء لمفاهيم الحياة بعد الموت والطقوس الجنائزية.
