
تُعرف الثقافة بمعناها الضيق بأنها الأنشطة الفكرية والإبداعية والفنية التي يمارسها الإنسان، وإذا كانت هذه التعريفات تتضمن الجانب الفني وإدماج الإنتاج الفكري إلا أن الثقافة رسالة حقيقية للمجتمع وأيضًا هي وجه الدولة الناعم الذي يواجه التحديات ويذلل التواصل مع الشعوب داخلياً وخارجياً.
وقد قدم علماء الاجتماع تعريفات عديدة للثقافة ومن أقدم تعريفاتها ما قدمه إدوارد تايلور في أواخر القرن التاسع عشر بأنها كل مركب يشتمل على المعرفة والمعتقدات والفنون والأخلاق والقانون والعرف وغير ذلك من الإمكانيات أو العادات التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع".
تأثير الثقافة على المجتمع
وعلى مدار السنوات الماضية لعبت الثقافة دورًا مهماً كقوة ناعمة بالخارج والداخل وبنت مفهوماً وثيقاً مع المجتمع، فالثقافة تميز طريق الأفراد وتعبر عن نمط حياتهم بشكل متكامل، من خلال المؤسسات الثقافية مثل المتاحف، والمكتبات، وقاعة العرض، والمسارح، والمطابع ومراكز التدريب والأنشطة والحرف التراثية.
في هذا السياق، تقول د.سامية خضر أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، إن المجتمع يحتاج إلى الثقافة بشكل ملح لتربية النشء والشباب على القيم والتعاليم الراقية، فالثقافة ليست مجرد قراءة للكتب أو مشاهدة الأعمال الإبداعية والفنية، لكنها ترتقى بالذوق العام للمجتمع، وتساعد على بناء تاريخ الأمم والشعوب.
تشكيل الثقافة في المجتمع
وأشارت أستاذ علم الاجتماع لـ"البوابة"، إلى أن دور مصر الثقافي عظيم داخلياً وخارجياً فهي القوة الناعمة للتواصل مع الشعوب من خلال الكتب والروايات والفنون الإبداعية والمسارح وغيرها، ولذلك نحتاج إلى استرجاع هذا الدور مرة أخرى وبقوة.
وأضافت "د.سامية خضر" أنه يجب تكاتف وزارات الثقافة والتربية والتعليم والمؤسسات الإعلامية لأداء الدور الثقافي للمجتمع فجميعهم يكملون بعضهم البعض، فتأسيس الأطفال والنشء على القراءة يحتاج إلى جهود من التربية والتعليم وإرشاد من وزارة الثقافة، وكذلك يلعب الإعلام دوراً مهماً في تشكيل الثقافة في المجتمع.
وشددت أستاذ علم الاجتماع على أهمية زيارات الأطفال للمتاحف والدور الثقافية والمسارح، وأهمية أن تلعب المدارس هذا الدور من خلال الزيارات المدرسية والرحلات بدلاً من رحلات المولات والمطاعم.
تعظيم الكتابة والكتاب
وأضافت د.سامية خضر أن تعظيم دور الكتّاب وتشجيعهم على الإبداع لاسترجاع الأعمال الإبداعية والأدبية، ودعم التأليف للكتاب ودعم الكتب من خلال مشاريع مماثلة لمشروع "القراءة للجميع" الذي قام بدور مهم جداً في توعية وتثقيف المجتمع خلال التسعينيات وبداية الألفينيات. منوهة إلى أهمية تعظيم القراءة للنشء في ظل وجود أمية حتى الأن في مصر.
وأكدت "خضر" أن الارتقاء بالذوق المجتمعي هو أمر منوط به المؤسسات مجتمعة لمواجهة ظواهر أخرى في المجتمع مثل الأغاني والدراما الهابطة.