أصيب طالب ومعلمة بجروح خطيرة، اليوم الأربعاء، إثر حادث طعن بسكين وقع في مدرسة ثانوية بمدينة "أنتيب" الواقعة غرب مدينة "نيس" في مقاطعة "الألب البحرية" جنوب شرقي فرنسا. وأفادت السلطات المحلية بأن منفذ الهجوم تمكن من طعن الضحيتين داخل المدرسة قبل أن يتم السيطرة عليه من قبل فرق الأمن المدرسية وقوات الشرطة التي وصلت إلى الموقع على الفور.
وذكرت الشرطة الفرنسية أن الحادث وقع في فترة الدوام المدرسي، ما أدى إلى حالة من الهلع بين الطلاب والمعلمين، وتم إخلاء المدرسة بشكل فوري لضمان سلامة باقي الطلاب. وأكدت المصادر الطبية أن الطالب والمعلمة نُقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأن حالتهما وصفت بالحرجة، فيما تم فتح تحقيق عاجل لمعرفة دوافع الهجوم وظروف وقوعه.
وأوضحت السلطات أن منفذ الهجوم تم اعتقاله بعد تدخل الشرطة، دون الإبلاغ عن وقوع قتلى، مضيفة أن التحقيقات الأولية تشمل فحص خلفيات المهاجم، وما إذا كان هناك أي دافع شخصي أو نفسي وراء الحادث، كما تشمل التدقيق في وجود أي تحذيرات سابقة أو مؤشرات قد تكون ساهمت في وقوع هذا الاعتداء داخل المدرسة.
وأشار مسؤولو الأمن الفرنسي إلى أن فرق التحقيق تعمل على جمع الأدلة من مكان الحادث، بما في ذلك تسجيلات كاميرات المراقبة وأقوال الشهود، لتحديد التسلسل الزمني للأحداث وتحليل الطريقة التي تمكن بها المهاجم من دخول المدرسة واستخدام السكين. كما يتم التنسيق مع الإدارة المدرسية لتقديم الدعم النفسي للطلاب والمعلمين الذين شهدوا الحادث، بهدف التعامل مع الصدمة الناتجة عن هذا الاعتداء.
وتأتي هذه الحادثة في وقت يولي فيه المجتمع الفرنسي اهتمامًا كبيرًا لتعزيز الأمن داخل المدارس، في ظل تزايد المخاوف من وقوع اعتداءات عنيفة داخل المؤسسات التعليمية. ويؤكد المسؤولون أن الحادث في "أنتيب" سيدفع إلى مراجعة إجراءات السلامة داخل المدارس، وتعزيز التدابير الوقائية لمنع أي هجمات مستقبلية.
كما أعلن مكتب النائب العام الفرنسي عن متابعة دقيقة للحادث، مع التأكيد على أن التحقيقات ستشمل الجوانب القانونية كافة لمعاقبة المسؤول عن الهجوم وفق القوانين الفرنسية الصارمة المتعلقة بالعنف واستخدام الأسلحة البيضاء. وتهدف السلطات إلى تقديم تقرير شامل حول دوافع الحادث، والتدابير التي سيتم اتخاذها لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث داخل المدارس في مختلف أنحاء البلاد.
ويعكس هذا الحادث المخاطر المستمرة على الأمن المدرسي في أوروبا، ويستدعي تعزيز برامج التوعية والإرشاد النفسي للطلاب، بالإضافة إلى تحسين آليات المراقبة والحماية داخل المؤسسات التعليمية، لضمان بيئة تعليمية آمنة ومستقرة.
