مع دخول الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الخمسين، تتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد أكثر من مليوني فلسطيني، وسط استمرار الإغلاق الشامل للمعابر ومنع دخول المواد الأساسية.

في هذا السياق، أصدرت حركة حماس وعدة جهات رسمية وإنسانية بيانات تدق ناقوس الخطر وتدعو إلى تحرّك عاجل لفك الحصار ووقف ما وصفوه بسياسة التجويع الجماعي.
حماس: غزة على شفا مجاعة وكارثة صحية
قالت حركة حماس في بيان رسمي، إن قطاع غزة يواجه كارثة غير مسبوقة في ظل إغلاق المعابر منذ خمسين يومًا متتالية، مشيرة إلى نقص حاد في الغذاء والماء والدواء والوقود.
وأضاف البيان: هذا النقص يدفع السكان نحو مجاعة حقيقية وكارثة صحية تتفاقم يومًا بعد يوم.
واتهمت الحركة إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب، مؤكدة أن الحصار المفروض على أكثر من مليونين وربع مليون إنسان جريمة حرب مكتملة الأركان.

واعتبرت حركة حماس استمرار الحصار فشلًا سياسيًا وأخلاقيًا وإنسانيًا للمنظومة الدولية.
دعوات لتحرك دولي عربي وإسلامي
وجددت حماس مطالبتها للمجتمع الدولي بالضغط على حكومة نتنياهو لفتح المعابر فورًا، داعية في الوقت ذاته الحكومات والشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك بكل السبل لكسر الحصار.
كما ثمّنت دعوات مؤسسات وقيادات إسلامية لجعل السبت المقبل يومًا للإضراب الشامل حول العالم، احتجاجًا على حرب الإبادة في غزة، ودعت إلى تصعيد المسيرات والاعتصامات في العواصم العالمية.
خطر الشلل يهدد مئات آلاف الأطفال
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 600 ألف طفل مهددون بالإصابة بالشلل الدائم بسبب منع إسرائيل دخول تطعيمات شلل الأطفال لليوم الأربعين.
وأضافت الوزارة أن الاحتلال يواصل منع إدخال المساعدات الطبية والغذائية الحيوية، ما يفاقم من الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.
وفي آخر حصيلة، أكدت وزارة الصحة سقوط 26 شهيدًا و60 جريحًا خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل.
الأونروا: مساعدات إنسانية تُستخدم كسلاح
بدوره، حذر المفوض العام للأونروا في بيان رسمي من أن مليوني شخص، معظمهم نساء وأطفال، يتعرضون للعقاب الجماعي، مشيرًا إلى أن المساعدات الإنسانية تحولت إلى أداة للمساومة وسلاح حرب. وطالب برفع الحصار فورًا، واستئناف المفاوضات لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن.
تحذيرات أمنية في إسرائيل وخلافات داخلية
على صعيد آخر، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير الطاقة إيلي كوهين قوله إن بقاء رئيس الشاباك رونين بار في منصبه يشكل ضررًا لأمن الدولة، في إشارة إلى الخلافات المتصاعدة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
في ظل تعاظم التحذيرات وتدهور الوضع الإنساني في غزة، تظل الأنظار معلقة بتحركات دولية عاجلة قد تضع حدًا لمأساة إنسانية أصبحت أكبر من أن تُحتمل.