اليوم، الأحد ٧ سبتمبر موعدنا مع خسوف كلي جديد يُرى بوضوح في سماء مصر والمنطقة العربية ويعد هذا الحدث الفلكي من أبرز الظواهر التي تثير شغف الجمهور وعلماء الفلك على حد سواء، نظرًا لتأثيراته الطبيعية المرتبطة بالمد والجزر، إلى جانب ما يحمله من إشارات فلكية تهم الباحثين والمهتمين بالعلوم الكونية.
وكانت قد شهدت مصر في مايو 2022 آخر خسوف كلي للقمر، حيث تابع الملايين الظاهرة التي أدهشت الأنظار وأعادت للأذهان الأساطير القديمة حول ارتباط القمر بحياة البشر.
توقيت الظاهرة وبداية المشهد
من جانبه أوضح أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية الدكتور أشرف لطيف لـ"البوابة نيوز" : أن الخسوف يبدأ عند الساعة 8:12 مساءً بتوقيت القاهرة ويبلغ ذروته في 9:44 مساءً، لينتهي مع حلول 11:30 ليلًا، وأكد أن مصر ستكون ضمن أفضل المناطق لرصد الظاهرة بالعين المجردة دون الحاجة لمعدات متخصصة، مع تميز المشهد بلون "القمر الدموي" الناتج عن مرور أشعة الشمس في الغلاف الجوي. ويضيف أن التوقيت يمنح الهواة وعشاق الفلك فرصة ذهبية لالتقاط صور استثنائية من أعلى أسطح المنازل أو المناطق المفتوحة.
التأثيرات الطبيعية والمد والجزر
وفى ذات السياق أشار الخبير الفلكي وعضو الجمعية الفلكية المصرية الدكتور محمود سرور لـ"البوابة نيوز" : إلى أن الخسوف الكلي للقمر له علاقة مباشرة بظاهرة المد والجزر، حيث يزداد التأثير بفعل اصطفاف الأرض والشمس والقمر على خط واحد، وحذر من أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى ارتفاع غير معتاد في مستوى المياه على بعض الشواطئ، وهو ما يستوجب الحذر خاصة مع وجود مصطافين على السواحل الشمالية والبحر الأحمر، ونصح بمتابعة تحذيرات هيئة الأرصاد والإنقاذ البحري لتجنب أي مخاطر محتملة ناتجة عن الظاهرة.
البعد العلمي والفلكي للحدث
وفى السياق ذاته أكد الباحث الفلكي بالمركز الإقليمي لعلوم الفضاء الدكتور سامح عبد الحميد لـ"البوابة نيوز" : أن الخسوف الكلي للقمر يمثل فرصة علمية مهمة لدراسة الغلاف الجوي الأرضي. فانعكاس أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي يمنح العلماء بيانات دقيقة عن جزيئات الغبار والملوثات المنتشرة. وأضاف أن هذه الظواهر تسهم في تطوير دراسات المناخ والفضاء، إذ يمكن من خلالها رصد التغيرات الدقيقة التي قد لا تظهر في القياسات التقليدية. كما يوضح أن التعاون الدولي في مثل هذه المناسبات يثري المعرفة البشرية ويعزز تبادل الخبرات البحثية.
البعد الثقافي و الأسطورى للخسوف
ومن جانبه قال أستاذ التاريخ والفلك الشعبي بجامعة القاهرة الدكتور علاء حسين لـ"البوابة نيوز " : أن خسوف القمر ظل مرتبطًا في المخيال الشعبي المصري بمظاهر الخوف والرهبة، حيث كان القدماء يعتبرونه إشارة إلهية تستوجب الطقوس والدعاء. ومع التطور العلمي، أصبح الخسوف حدثًا احتفاليًا يجتمع فيه الناس لمشاهدة السماء والتأمل في عظمة الكون. وأكد أن استعادة هذه الروح الإيجابية أمر مهم لنشر الثقافة العلمية بين الأجيال الجديدة، مشيرًا إلى أن تحويل الظاهرة من مصدر قلق إلى مناسبة للمعرفة يعد إنجازا ثقافيا مهما.
ظاهرة تجمع بين العلم والجمال
وأضاف : خسوف القمر الكلي اليوم ليس مجرد مشهد بصري آسر، بل هو حدث علمي وثقافي متكامل تتداخل فيه الطبيعة بالعلم والأساطير بالمعرفة الحديثة. وبينما يحذر الخبراء من تأثيراته على المد والجزر ويدعون للحيطة على الشواطئ، يؤكدون في الوقت ذاته أنه فرصة ثمينة للتأمل والدراسة. ويجمع هذا الحدث بين الدهشة والمتعة والتعلم، ليبقى الخسوف الكلي للقمر أحد أبرز الظواهر التي تذكر الإنسان دوما بمدى ارتباطه بالكون وقوانينه العظيمة.
وأوضح : كما سيُشاهد جزئياً من: أوروبا، شمال غرب أفريقيا، شبه جزيرة الهند، بعض أجزاء من الشرق الأوسط، لكن القمر قد يظهر أثناء صعوده فوق الأفق
الرؤية الكاملة
مصر تقع ضمن نطاق الرؤية الكاملة لجميع مراحل الخسوف، ما يجعلها من أفضل الأماكن لرصد الحدث بوضوح.
تأثير الخسوف على المد والجزرش
ويختتم : الخسوف الكلي للقمر يحدث عندما يكون القمر في اقتران مباشر مع الشمس والأرض، مما يعزز قوة جاذبية الأرض–القمر–الشمس على المحيطات و هذا ينتج مدًّا جزرًا أعلى من المعتاد، يعرف علمياً بالمدود الربيعية ("Spring tides").
وحذر : التحذير موجّه خصيصًا للمصطافين والسكان على الشواطئ المصرية، حيث قد يشهدون ارتفاعًا غير معتاد في مستوى المياه—خصوصًا على السواحل الشمالية وشريط البحر الأحمر—خلال فترة الخسوف أو بعدها مباشرة.
