كعادته كل سنة، انطلق موكب الشموع وذلك يوم امس الخميس 4 شتنبر الجاري الموافق ل 11 ربيع الأول من السنة الهجرية 1447 ؛ والذي دأب على تنظيمه شرفاء الزاوية الحسونية تحت الرعاية الملكية ؛يوما قبل حلول ذكرى عيد المولد النبي الشريف، واحتفاء بهذا اليوم العظيم لذى الأمة الإسلامية قاطبة.
وسيرا على العادة، ينطلق الموكب من ضريح زواية مولاي عبد الله بن حسون بالمدينة العتيقة لسلا، مرورا بوسط المدينة القديمة، ووصولا إلى ساحة الشهداء (المعروفة بباب بوحاجة)، ليعود الموكب من مسار آخر، عبر أسوار المدينة القديمة إلى مقر الزاوية وسط هتاف الجمهور والزغاريد
.فيما زين الموكب جموع الأطفال من طلاب مدارس القرآن، يحملون ألواحا خشبية كتبت عليها آيات قرآنية، مختالين بألبستهم التقليدية المغربية.حيث شارك في هذا التقليد السنوي الثقافي والثراثي الأصيل ؛ مختلف الفرق الثراثية والفلكلورية من كناوى ؛ وطقطوقة؛ وأحواش؛وحمادشة ؛عيساوة وغيرهم من الألوان الفنية الأصيلة التي تزخر بها بلادنا..و توج الموكب بتقديم مقاطع من رقصات الشموع ال12، أمام المنصة الرسمية بحضور عامل المدينة وعدد من الشخصيات المدنية والرسمية .
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
ودأبت سلا على الإحتفاء بهذه الذكرى العريقة ، حيث تتقل "الشموع" المعلقة بضريح الولي الصالح مولاي عبد الله بن حسون عشية ذكرى مولد الرسول محمد خاتم المرسلين، ( تنقل الشموع) قبل حلول الذكرى إلى مقر عائلة بلكبير من أجل اعادة تشكيلها و تجديدها .وتختلف هذه الشموع عن الشموع العادية، باعتبار أن صنع هياكلها يتم من خشب سميك مكسو بالأبيض والمزوق بأزهار الشمع ذات الألوان المتنوعة من أبيض وأحمر وأخضر وأصفر في شكل هندسي يعتمد الفن الإسلامي.
ولا تقتصر تظاهرة موكب الشموع على هذه الاحتفالية الثراثية فقط بل تتوزع على أنشطة وفعاليات أخرى ثقافية وفكرية وتربوية ومعرض للصور الى غاية 17 من ذات الشهر .
ويعود أصل "موكب الشموع" إلى عهد الملك المغربي أحمد المنصور الذهبي، الذي كان تأثر، خلال زيارته إلى إسطنبول، بالحفلات التي كانت تنظم بمناسبة المولد النبوي الشريف، فأعجب خاصة باستعراض الشموع، وعندما تسلم مقاليد الحكم بعد معركة وادي المخازن استدعى صناع فاس (شمال) ومراكش (جنوب) وسلا، قصد صنع هذه الهياكل الشمعية، فتم الاحتفال، لأول مرة، بعيد المولد النبوي الشريف في المغرب سنة 986 هـ.وكان للولي الصالح مولاي عبد الله بن حسون قدر ومكانة عند السلطان أحمد المنصور الذهبي الذي اقتطعه بقعة اختط بها زاويته ودار سكناه.وقد عرف هذا الولي (من 920هـ / 1515م حتى 1013هـ / 1604 م بسلا) بكونه رجل علم وتصوف، حيث جمع بين علوم الظاهر والباطن حتى أصبح قطبا من أقطاب الطريقة الشاذلية.