سجّل إنتاج النفط في الأردن خلال 2024 تراجعًا ملحوظًا بنسبة تقارب 42% مقارنة بعام 2023، في وقت حافظ فيه إنتاج الغاز الطبيعي على استقراره عند 6 مليارات قدم مكعبة، وفق بيانات رسمية حديثة حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويعكس التراجع استمرار الضغوط التي تواجه قطاع الطاقة في المملكة، وسط اعتماد شبه كامل على الواردات لتغطية غالبية الاحتياجات من الخام والمشتقات النفطية.
في المقابل، شهدت مؤشرات الواردات والاستهلاك تباينًا واضحًا؛ إذ ارتفعت واردات النفط الخام وغاز النفط المسال، بينما تراجع استيراد البنزين والسولار ووقود الطائرات.
وتواصلت الجهود الحكومية لتطوير حقول النفط والغاز محليًا، عبر اتفاقيات مع شركات دولية وتوسيع البنية التحتية الخاصة بالغاز الطبيعي، في مسعى لتقليل فاتورة الاستيراد وتحقيق تنويع أكبر في مصادر الطاقة.
إنتاج النفط والغاز في الأردن 2024
بشأن إنتاج النفط والغاز في الأردن 2024، أظهرت البيانات الواردة بالتقرير السنوي لوزارة الطاقة والثروة المعدنية، أن إنتاج النفط في الأردن خلال 2024 انخفض إلى 25.6 ألف برميل (70.19 برميل يوميًا)، مقارنةً مع 44.1 ألف برميل في 2023 (120.8 برميل يوميًا)، و94.7 ألف برميل في 2022 (259.4 برميل يوميًا)، ما يعكس اتجاهًا هبوطيًا متواصلًا.
أمّا إنتاج الغاز الطبيعي فبقي ثابتًا عند 6 مليارات قدم مكعبة في 2024، وهو المستوى نفسه المسجل في 2023، وهو مستوى قريب من إنتاج 2022 البالغ 5.38 مليار قدم مكعبة.
ويأتي الاستقرار مدفوعًا بمواصلة تشغيل حقل الريشة الغازي ومصادر التزود الأخرى، مثل الغاز المصري عبر الأنابيب، وغاز الشمال عبر الأنابيب (الغاز الإسرائيلي)، والغاز الطبيعي المسال من باخرة الغاز المسال العائمة في العقبة.
وارتفعت واردات الأردن من النفط الخام في 2024 إلى 1.871 مليون طن (13.3 مليون برميل) ما يعادل 36 ألفًا و438.4 برميل يوميًا، مقابل 1.776 مليون طن (12.6 مليون برميل) ما يعادل 34 ألفًا و520 برميل في 2023، بزيادة نسبتها 5.3%، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
*طن النفط الخام يعادل 7.1 برميلًا
وهبطت واردات السولار إلى 910 آلاف طن، بعد أن كانت 1.002 مليون طن في عام 2023، في حين انخفضت واردات البنزين من 893 ألف طن في 2023 إلى 756 ألف طن في 2024.
أمّا واردات غاز النفط المسال فقد شهدت ارتفاعًا من 474 ألف طن في 2023 إلى 489 ألف طن في 2024، بينما استقرت واردات الكيروسين (الكاز) عند 22 ألف طن.
في المقابل، هبطت واردات وقود الطائرات، في عام 2024، إلى 21 ألف طن فقط، مقارنة بـ41 ألف طن في 2023.
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة، يستعرض حجم واردات الأردن من النفط ومشتقاته (2018-2024):
وتباينت مؤشرات استهلاك المشتقات النفطية في الأردن خلال 2024؛ إذ ارتفع استهلاك السولار إلى 1.52 مليون طن، مقارنة بـ1.49 مليون طن في 2023.
بينما انخفض استهلاك البنزين إلى 1.285 مليون طن، من 1.32 مليون طن في العام السابق، كما انخفض استهلاك الكيروسين (الكاز) إلى 81 ألف طن، مقابل 98 ألف طن في 2023.
وارتفع استهلاك غاز النفط المسال إلى 562 ألف طن، مقابل 497 ألف طن في 2023، كما ارتفع استهلاك وقود الطائرات إلى 330 ألف طن، مقارنة بـ265 ألف طن في العام السابق، ما يعكس استمرار تعافي قطاع النقل الجوي بعد مدة من التراجع.
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة، يستعرض استهلاك المشتقات النفطية في الأردن (2018-2024):
إمدادات النفط العراقي
واصل الأردن تعزيز وارداته من النفط الخام العراقي خلال 2024 بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين عمّان وبغداد.
وأكدت وزارة الطاقة أن إجمالي الكميات المورّدة من العراق بلغ 3.578 مليون برميل خلال 2024، أي ما يعادل 9 آلاف و802.7 برميل يوميًا، نُقلت عبر 14 ألفًا و27 صهريجًا، مقارنة بـ3.814 مليون برميل في 2023، ما يعادل 10 آلاف و449.3 برميل يوميًا.
وتنصّ الاتفاقية على تزويد الأردن بنحو 10 آلاف برميل يوميًا ±15%، مع اتفاق الجانبين على رفع الكمية إلى 15 ألف برميل يوميًا بدءًا من أغسطس/آب 2023، لتصل الكميات الشهرية المورّدة إلى 450 ألف برميل، بدلًا من 300 ألف برميل.
وفي سياق متصل، واصلت الحكومة الأردنية جهودها لتطوير حقول النفط والصخر النفطي، إذ مُدّدت اتفاقية الحفر والخدمات مع شركة أدنوك الإماراتية لتطوير حقل حمزة، الذي بلغ معدل إنتاجه اليومي نحو 70 برميلًا فقط.
كما وُقِّعت مذكرتا تفاهم مع شركة "تجانس" (HINCO) لتقييم احتمالات النفط في منطقتي السرحان وغرب الصفاوي، بهدف دعم إنتاج النفط في الأردن.
كما أُحيل عطاء تنفيذ مسوحات زلزالية ثلاثية الأبعاد في منطقة الجفر على الشركة العربية للجيوفيزياء والمساحة (أركاس)، على أن يبدأ المشروع في 2025، في خطوة تعكس استمرار الأردن في البحث عن مصادر إضافية للهيدروكربونات.
توسع قطاع الغاز الطبيعي
فضلًا عن إنتاج النفط والغاز في الأردن 2024، شهد قطاع الغاز في الأردن خلال العام الماضي خطوات بارزة على صعيد تنويع المصادر والتوسع في البنية التحتية، إذ افتُتحت محطة غاز طبيعي مضغوط (CNG) في منطقة الريشة، وهي الأولى من نوعها في المملكة، بالإضافة إلى محطة تزويد الغاز في منطقة القسطل الصناعية.
كما وُقِّعت عدّة اتفاقيات لتزويد المصانع بالغاز، من بينها مع شركة "كيمابكو" في العقبة، وشركة "بروغاز" في الهاشمية، بالإضافة إلى اتفاقية لتزويد مدينة القويرة الصناعية بالغاز.
وتهدف هذه الخطوات إلى تشجيع استعمال الغاز في القطاع الصناعي وخفض الاعتماد على الوقود السائل في توليد الكهرباء.
الخلاصة..
يُظهر إنتاج النفط في الأردن خلال 2024 اتجاهًا تنازليًا حادًا، مع ارتفاع في الاعتماد على الواردات، مقابل استقرار إنتاج الغاز الطبيعي وتوسع في مشروعاته.
وعلى ذلك، يظل مستقبل القطاع مرهونًا بقدرة المملكة على تطوير الحقول المحلية وتنويع مصادر التزود، في ظل التحديات المرتبطة بفاتورة الطاقة المرتفعة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
){kind=link}