أكد الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية ووزير الأوقاف، أن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية واضح وثابت، مشددًا على أن القيادة المصرية، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ترفض رفضًا قاطعًا تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وتبذل كل الجهود الممكنة لوقف العدوان الغاشم على غزة، وصولًا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الأزهري خلال كلمته في احتفال المولد النبوي الشريف لعام 1447هـ، إن الموقف المصري ينبع من التزام أخلاقي وديني وإنساني، وإن الأزهر الشريف يقف بقوة خلف الدولة في هذه الرؤية الشريفة، التي تضع الحق الفلسطيني في موقعه العادل والشرعي.
الشريعة تدعو للإحسان والرحمة
وفي سياق حديثه عن جوهر الرسالة المحمدية، أوضح وزير الأوقاف أن مقاصد الشريعة الإسلامية يمكن تلخيصها بكلمة واحدة هي "الإحسان"، وهي القيمة العليا التي تجمع بين الرحمة، والإتقان، والوعي، والإنسانية.
وأشار إلى أن القرآن الكريم ربط الإحسان بكل ما يبني الإنسان والمجتمع، مضيفًا: "حين نُحسن، فإننا لا نؤدي الفعل فقط، بل نؤديه بأقصى درجات الجمال والمحبة، ونضع نصب أعيننا أثره على الآخرين".
وأوضح الأزهري أن هذه القيمة ليست مجرد فضيلة أخلاقية، بل هي منهج حضاري لبناء الأمم واستقرار المجتمعات، داعيًا إلى إدخال مفهوم الإحسان في السياسات العامة، والتعليم، والخطاب الديني، والعمل اليومي.
الإحسان هو قمة الإتقان الممزوج بالحب
وفي تفصيل لمفهوم الإحسان، قال الأزهري إن النبي محمد ﷺ قدّم للبشرية نموذجًا يُمزج فيه العلم بالرحمة، والإتقان بالمحبة، مضيفًا أن الإحسان هو "قمة الأداء الراقي حين يُقدّم بنية صافية وقلب نقي".
ولفت إلى أن هذا المبدأ الإسلامي العظيم يجب أن يُترجم اليوم إلى سلوك سياسي واقتصادي واجتماعي، لأن الشعوب لا تنهض بالقوة وحدها، بل بقيم الرحمة والإحسان والعدل.
دعوة للتمسك بالقيم في زمن الأزمات
في ختام كلمته، دعا وزير الأوقاف إلى التمسك بالمبادئ الأخلاقية التي جاء بها الإسلام، خاصة في ظل الأزمات التي تمر بها الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين، مشيرًا إلى أن الرسالة النبوية كانت وستظل رسالة للسلام العادل، والكرامة الإنسانية، ورفض الظلم بجميع أشكاله.
وأكد الأزهري أن المؤسسات الدينية تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال على هذه القيم، حتى تبقى الأمة صامدة في وجه التحديات، موحدة خلف قضية مركزية لا تحتمل المساومة.