في إحدى القرى التابعة لمركز كرداسة بمحافظة الجيزة، عاشت سيدة في الأربعين من عمرها حياة بسيطة مع زوجها الذي ارتبطت به منذ ثلاث سنوات زواجًا عرفيًا.
منزل متواضع جمعهما، يملؤه بعض الود والكثير من الأحلام المؤجلة، لكن مع مرور الوقت، بدأت الخلافات تتسلل إلى جدرانه، وتحولت لحظات الدفء إلى مشادات متكررة.
شكوك لا تنتهي
الزوج لم يعرف للطمأنينة طريقا، كل غياب قصير لزوجته كان يثير في داخله عاصفة من الغيرة، وكل كلمة أو نظرة عابرة كان يفسرها على أنها خيانة.
ومع تزايد الشكوك، أصبحت الحياة بينهما جحيماً لا يطاق، يسمع الجيران أصوات شجاراتهما ليلًا ونهارًا.
ليلة النهاية
في تلك الليلة المشؤومة، اشتعل خلاف جديد، تصاعدت فيه الكلمات حتى تحولت إلى صرخات، فقد الزوج السيطرة على أعصابه، أمسك بعصا خشبية وانهال بها على جسدها بعنف، لم يتوقف إلا بعدما سقطت زوجته جثة هامدة على الأرض، صامتة إلى الأبد.
محاولة إخفاء الحقيقة
لم يكتف الزوج بما ارتكبه، بل استعان بشقيقه وصديقه لمعاونته على التخلص من الجثمان، حملوها وألقوا بها في أرض زراعية بعيدة، معتقدين أن الليل سيسترهم، وأن التراب سيخفي الجريمة.
كشف المستور
وتلقى رئيس مباحث مركز شرطة كرداسة بمديرية أمن الجيزة إشارة من غرفة عمليات النجدة، تفيد العثور على جثة سيدة ملقاة بأرض زراعية بدائرة المركز.
وعلى الفور؛ انتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ، وتبين أن الجثمان لربة منزل في العقد الرابع من عمرها، بها آثار تعدي وضرب وخنق.
وبتكثيف التحريات، تبين أن المجني عليها تدعى "ميريهان"، بائعة مناديل، وأن وراء ارتكاب الجريمة زوجها العرفي "محمد" بمساعدة شقيقه وصديقه، وذلك بدافع الشك في سلوكها، وكشفت التحقيقات أن المتهم اعتدى عليها بعصا خشبية ثم خنقها حتى فارقت الحياة، قبل أن يتخلص من جثمانها ويلقيه بالأرض الزراعية.
وعقب تقنين الإجراءات تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم الرئيسي، الذي أقر أمام رجال المباحث بتفاصيل جريمته.
وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات. جثة داخل أرض زراعية في كرداسة.
النهاية الحزينة
وبالعرض علي النيابة العامة التي أمرت بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليها وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن.
وواجهت النيابة المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها وعليه أمرت النيابة بحبسه 4 أيام احتياطياً علي ذمة التحقيقات واصطحب فريق من النيابة العامة المتهم إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته وجاري استكمال التحقيقات.