إدانة شاملة للعدوان الإسرائيلي وتوافق عربي إسلامي على إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في غزة
شهدت العاصمة القطرية الدوحة أنعقاد قمة عربية إسلامية طارئة بدعوة من أميردولة قطر الشيخ تميم بن حمد، خُصصت بالكامل لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة وما خلّفه من مأساة إنسانية غير مسبوقة، وسط تصاعد التحذيرات الدولية من خطر المجاعة والانهيار الصحي داخل القطاع ،وقد أفتتح الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أعمال القمة بكلمة وُصفت بأنها الأكثر حدة منذ اندلاع الحرب، إذ أكد أن العدوان على غزة غادر وجبان معتبراً أن ما يجري إبادة جماعية متعمدة تستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وأوضح أن السكوت الدولي وازدواجية المعايير جعلا دماء الأطفال تُسفك بلا حساب داعياً إلى تحرك دولي عاجل لإيقاف المجازر ومشدداً على أن حماية الفلسطينيين مسؤولية إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون سياسية و السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي شدّد على رفض مصر القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع مؤكداً أن أمن غزة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي
أعتمدت القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في الدوحة اليوم بياناً ختامياً شديد اللهجة
أكد البيان على إدانة الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي القطرية واعتبره تصعيداً خطيراً يهدد فرص السلام والاستقرار الإقليمي، مع دعوة صريحة لوقف فوري لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة وفتح ممرات إنسانية لإدخال الغذاء والدواء والوقود وحماية المدنيين والمقدسات وتجدد التأكيد المصري التركي الفلسطيني في كلمته، حيث شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على رفض مصر القاطع لأي محاولات تهجير فلسطيني قسري واعتبر أن أمن غزة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، مجدداً استعداد القاهرة للوساطة والإسهام في تسريع دخول المساعدات الإنسانية.
وفي مواقف متقاربة دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ترجمة مخرجات القمة إلى إجراءات عملية لا تكتفي ببيانات إدانة، بينما طالب الرئيس محمود عباس بتوفير حماية دولية للفلسطينيين ومحاسبة إسرائيل أمام المحافل الدولية وتضمن البيان دعوة لوقف فوري لإطلاق النار تحت رعاية الأمم المتحدة وفتح كل الممرات الإنسانية دون قيود والسماح بإدخال الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي، كما طالب بمساءلة إسرائيل في المحافل الدولية ووضع آلية عربية إسلامية منسقة لإعادة إعمار ما دُمِّر وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
كما رفض البيان أي محاولة لتهجير الفلسطينيين واعتبر ذلك تهديداً لثوابت القضية الفلسطينية وغطّت وسائل الإعلام المصرية والوفود الميدانية وصول القادة والإجراءات الأمنية المكثفة حول مقر الانعقاد، وسجلت القمة لقاءات ثنائية على الهامش بينها لقاء بين الرئيس السيسي ونظيره التركي تم خلاله الاتفاق على مواصلة التنسيق المصري القطري لوقف التصعيد وتأمين الممرات الإنسانية على الرغم من ذالك تصاعدت تصريحات إسرائيلية تضمنت تهديدات بأستهداف قادة حماس أينما كانوا، وهو ما رفع من حساسية النقاشات الإقليمية ودفَع مؤسسات دولية إلى عقد اجتماعات طارئة من بينها جلسة لمجلس حقوق الإنسان لمناقشة الغارة التي استهدفت قطر؛ هذه التطورات أعطت الطابع العاجل لمطالب القمة بآليات حماية ملموسة تهدف إلى احتواء التصعيد ومن قاعة القمة في الدوحة خرجت اليوم رسالة عربية إسلامية موحدة بالرغم من تفاوت درجات التصعيد اللفظي بين العواصم، الرسالة أضحت واضحة: إدانة صريحة للغارة وتأكيد على حق قطر في حماية سيادتها، وطالب القادة بسرعة خطوات عملية تشمل وقف إطلاق نار فوري، فتح ممرات إنسانية، تكوين آليات عربية إسلامية لمتابعة التنفيذ، وإطلاق صندوق إعادة إعمار عاجل لقطاع غزة. يبقى السؤال العملي ما إذا كانت هذه القرارات ستمتلك آليات تنفيذ فعّالة على الأرض أم ستظل محصورة في نطاق البيانات الدبلوماسية.
أختتمت في العاصمة القطرية الدوحة القمة العربية الإسلامية الطارئة التي استمرت لساعات من الاجتماعات المغلقة وسط مشاركة واسعة من قادة وزعماء الدول، وأقرت في ختام أعمالها بيانًا حاد اللهجة أدان الاعتداء الإسرائيلي على السيادة القطرية واعتبر أن استمرار مثل هذه الأفعال يهدد مسارات التعايش والتطبيع في المنطقة. البيان لم يقتصر على الإدانة بل طالب باتخاذ إجراءات عملية أبرزها مراجعة العلاقات والاتفاقيات الثنائية مع الأطراف المتورطة، وأعلن عن تشكيل آليات عربية إسلامية مشتركة لمتابعة التحقيقات والتواصل مع الأمم المتحدة والهيئات الدولية، مع إعداد خرائط زمنية محددة للتنفيذ كما أعلنت وزارة الخارجية القطرية عقد مؤتمر صحفي ختامي مساء اليوم لعرض تفاصيل البيان وشرح الآليات التنفيذية المقترحة بحضور ممثلين عن الدول المشاركة ، حيث أكدت الحكومة أن التحركات المقبلة لن تكون شكلية أو إعلامية بل ستتضمن خطوات واقعية متفقًا عليها لدرء المخاطر عن أمن المنطقة والبيان أكد أيضًا على استمرار الوساطة القطرية لصالح وقف إطلاق النار وتقديم مبادرات إنسانية، مع التنسيق المباشر مع القاهرة وواشنطن في إطار الجهود السياسية الرامية إلى منع التصعيد
أقرأ أيضاً:
حزب الريادة: الرئيس السيسي وضع العالم أمام مسؤولياته في قمة الدوحة
حزب الوعي: كلمة الرئيس السيسي بقمة الدوحة مفصل تاريخي لصون الكرامة العربية والإسلامية
حزب مصر 2000: كلمة الرئيس السيسي في قمة الدوحة تؤكد وحدة الصف العربي والإسلامي
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
