في موقف يعكس تناغمًا سياسيًا مع محور "المقاومة"، اتّهم عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة "أنصار الله" الحوثية في اليمن، الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة انتهاك الاتفاق المبرم بينه وبين الدولة اللبنانية، وذلك بدعم وتشجيع مباشر من الولايات المتحدة.
وفي بيان له، الخميس، قال الحوثي إن إسرائيل تسعى جاهدة، بمؤازرة أمريكية، إلى إعادة صياغة الواقع الميداني في لبنان من خلال فرض معادلات وشروط جديدة تتجاوز بنود الاتفاق القائم، وتهدف بحسب وصفه إلى "تجريد الشعب اللبناني من عناصر قوّته". ودعا الحوثي السلطات اللبنانية إلى التمسك برفض قاطع لأي إملاءات خارجية تمسّ السيادة الوطنية أو تُفرغ الاتفاق من مضمونه.
تصعيد مستمر
واعتبر الحوثي أن التصعيد الإسرائيلي لا يقتصر على الجنوب اللبناني فقط، بل يمتد ليشمل الأراضي السورية، حيث يواصل الاحتلال تنفيذ غارات جوية وعمليات عسكرية، تتضمن، وفق البيان، "قتلًا وتوغلاً وهدمًا للمنازل"، في مشهد يعكس تصعيدًا إقليميًا ممنهجًا.
تصريحات الحوثي تأتي في ظل توتر متصاعد على جبهة الجنوب اللبناني، ومحاولات إسرائيلية لتعديل قواعد الاشتباك في المنطقة، وسط دعم أمريكي معلن وتبادل للرسائل بين "حزب الله" وتل أبيب.
وفي السياق ذاته، يُنظر إلى بيان الحوثي على أنه جزء من خطاب سياسي يُعيد تأكيد موقع جماعته ضمن محور إقليمي معادٍ لإسرائيل والولايات المتحدة، ويعكس استعداد الحوثيين لمواصلة الاصطفاف مع حلفائهم في طهران وبيروت ودمشق في مواجهة ما يُنظر إليه كـ"هيمنة مشتركة إسرائيلية أمريكية" في المنطقة.