لم تكن تعلم محافظة المنوفية أن الحزن سيطرق أبوابها مجددًا سريعًا، بعد كارثة فقدان 19 من بناتها، لتستيقظ صباح السبت على مأساة جديدة راح ضحيتها 9 أشخاص، كان من بينهم شاب عشريني حمل قلبه حلمًا لم يكتمل.
عبده عادل الصعيدي، ابن المنوفية البالغ من العمر 21 عامًا، كان يستعد لزفافه المقرر في نهاية هذا العام، شاب عرفه أصدقاؤه بابتسامته وطيبة قلبه، يعمل في سمكرة العربيات بمدينة السادات، يتحمل مشاق السفر ليعود يومًا واحدًا فقط كل أسبوع ليقضي ساعات مع أسرته وخطيبته التي كان يخطط لحياة جديدة معها.
كان نفسه يفرح
يقول صديقه عبده نجاح:
«عبده كان نفسه يفرح.. الفرح كان خلاص قرب آخر السنة، كان بيشتغل طول الأسبوع في السادات ومبيشوفش أهله إلا يوم واحد بس».
ولم تتوقف الفاجعة عند رحيل عبده فقط، فقد كان برفقته في السيارة وقت الحادث علي مهنا أبو عمر، البالغ من العمر 15 عامًا، وهو شقيق خطيبة عبده، الذي أصيب هو الآخر في الحادث، ليزداد الوجع على أسرة كانت تترقب زفافًا تحول في لحظة إلى عزاء.
في القرية، يخيم الصمت على بيت العريس الذي رحل قبل أن يرتدي بدلة فرحه، وبقيت دعوات الأحباب والأصدقاء شاهدة على حلم لم يمهله القدر، وشاب رحل بجسده لكن بقيت ذكراه تحكي عن بساطته وحلمه الصغير الذي لم يكتمل.