لم تكن تعلم منة الله أحمد زكي، ابنة قرية ساقية أبو شعرة بمركز أشمون في محافظة المنوفية، أن رحلتها ذلك اليوم ستكون الأخيرة، فتاة جامعية في ربيع عمرها، تحمل بين كتبها أحلامًا كبيرة ومستقبلًا ينتظرها في جامعة السادات، لكن القدر كان أسرع من كل الأحلام.
على الطريق الإقليمي، وفي لحظة قاسية، توقف قلب منة الله بعد تصادم ميكروباصين في اتجاه منطقة الخطاطبة بنطاق محافظة الجيزة، في حادث مأساوي أودى بحياة 9 أشخاص وأصاب 10 آخرين، لم يبقَ من منة الله سوى ذكريات بين دفاترها وصور تزين جدران غرفتها.
عروسة الجنه منه الله
انتشرت صورها سريعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وامتلأت الصفحات بدعوات صادقة بالرحمة والمغفرة لها. كتب أحدهم: «عروسة الجنة منة الله.. الله يرحمها ويصبر أهلها»، بينما تتابعت التعليقات: «اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة».
في بيت عائلتها، خيم الصمت الثقيل، ولم يبق سوى دموع اسرة لم يتوقعا أن تتحول كتب الجامعة إلى شاهد على رحيل ابنتهم.
رحلت منة الله في صمت، لكن حب أهل قريتها وأصدقائها ودعواتهم الصادقة بقيت تروي ذكراها، لتظل «عروسة الجنة» رمزًا لحلم توقف فجأة على طريق لم يكتمل.