أخبار عاجلة
تعرف على موعد عرض فيلم Code 3 في السينمات -

لطيفة الزيات من "أوراق جدتي" وحتى "الباب المفتوح" كانت صوتًا للنساء والأصوات المهمشة وعكست في أعمالها شجاعة المرأة وصمودها في وجه التحديات

لطيفة الزيات من "أوراق جدتي" وحتى "الباب المفتوح" كانت صوتًا للنساء والأصوات المهمشة وعكست في أعمالها شجاعة المرأة وصمودها في وجه التحديات
لطيفة الزيات من "أوراق جدتي" وحتى "الباب المفتوح" كانت صوتًا للنساء والأصوات المهمشة وعكست في أعمالها شجاعة المرأة وصمودها في وجه التحديات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى سجلات التاريخ المصرى المضىء، تظل لطيفة الزيات واحدة من رائدات العمل النسائى والوطنى فى مصر.. كانت من المهتمين بشئون المرأة وقضاياها، ولكنها لم تكتف بذلك، فقد شاركت أيضًا منذ نعومة أظفارها فى نضال الشعب المصرى ضد الاحتلال البريطانى، وتعرضت للاعتقال عام 1949، 

تعلقت بالفكر اليسارى وهي طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وكان لها مشاركة بارزة في الحركة الطلابية في الأربعينيات.. وانتخبت، وهي طالبة، سكرتيرًا عامًا للجنة الوطنية للطلبة والعمال عام 1946، وهي اللجنة التي قادت في تلك الفترة نضال الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني. كما أسست وترأست لجنة الدفاع عن الثقافة القومية التى تكونت لتحديد موقف المثقفين من إتفاقية كامب ديفيد، وكان لها دور مشهود في وقف التطبيع الثقافي مع إسرائيل مما عرضها للاعتقال عام 1981 فكتبت سيرة ذاتية بعنوان "حملة تفتيش" تتحدث فيها عن ظروف اعتقالها.

ولدت لطيفة الزيات فى 8 أغسطس 1923 في دمياط، وتلقت تعليمها بالمدارس المصرية، ثم حصلت على درجة الليسانس في اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة فؤاد الاول (القاهرة حاليًا) في عام 1946.

بدأت عملها الجامعي في عام 1952 حيث درّست في كلية البنات جامعة عين شمس، وحصلت على الدكتوراه في الأدب من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1957، ومثلت مصر في العديد من المؤتمرات العالمية، ونالت جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1996، وفازت بأول دورة عن جائزة نجيب محفوظ للأدب في سنة وفاتها 1996، إذ توفيت 11 سبتمبر 1996.

حكايات لطيفة الزيات

وفى حكاياتها تروى لطيفة الزيات: "كانت جدتي تحكي حكاياتها عن البيت القديم، وهو في أوجه، وهو في انهياره، عن زوجها وهو يعمل وهو يسامر في المندرة، عن بنتها وهي تلبس طرحه الزفاف، وهي تطوي في الكفن يوم أطلقت وليدتها الأولى صرختها الأولى، عن مراكب جدي وهي تقلع خافقة الشراع، وهي تتحطم على كثبان الرمال في الميناء وعن عودة جدي وأبي مكلومين بعد أن أنقذوا آخر ما يمكن إنقاذه من المركب الذي تفتت إلى قطع في الميناء".

تلك هي حكايات لطيفة الزيات من بين أوراقها الشخصية، لتدخلنا في عوالمها الكبيرة نحو التحرر من قيودها وقيودنا معها، انعكست حياتها بين الانتقال والرحيل والوداع والسجن في كتاباتها، فمن الحكاية وإليها نخطو خطواتنا في عوالم لطيفة الزيات، فقد ذاقت مرارة الفقد في زيجاتها، ومرارة السجن بالسجن مرتين، ومن بين أوراقها الشخصية، والباب المفتوح، وحملة تفتيش، وصاحب البيت، وكل هذا الصوت الجميل والرجل الذي عرف تهمته، وبيع وشراء بالإضافة إلى الكتابات النقدية والترجمات والمجموعات القصصية، نستطيع أن نتعرف على ملامح "الزيات" وكيف كانت حياتها، ونشأتها، وكيف ناضلت من أجل الحرية.

"ليلى" والباب المفتوح

«رصاصة.. وطني.. مظاهرة.. وانتشر الخبر في المدرسة، ووجدت ليلى نفسها وهي تلميذه في أولى ثانوي موضعًا للاهتمام والاعجاب طول النهار، البنات الكبار يتلففن حولها والمدرسات يستوقفنها في الممرات يسألنها وتجيب، وانتشت ليلى وانطلقت، انطلق خيالها اسمه محمود سليمان. عمره 17 سنة، ومارحش المستشفى ليه يا ليل. يروح المستشفى إزاى، دا يقبضوا عليه، أمال أيه؟ ساعة ما انجرح برضه فضل يضرب في الانجليز يضرب والدم ينزف منه، صاحبه يقوله كفاية، مافيش فايدة، وبعدين فضل وراه لغاية ما جرجه على بيته في عمارة استرا، وجاب له دكتور قريبه علشان ماحدش يعرف، وفضل مستخبي لما تضلم، لو كان خرج في النور وهو مجروح كده.. يا خبر.. وفي نهاية اليوم الدراسي كان محمود أسطورة في المدرسة، كان هو الذي أشعل النار في الرعبات الجيب، وفي الحواجز التي اختفى خلفها الإنجليز وهو.. وهو».

أول طالبة سكرتيرًا عامًا للجنة الوطنية للطلبة والعمال

 

هكذا بدأت حكاية "ليلى" في الباب المفتوح كوردة مشعة وسط زملائها وعرفت أن طريق النضال سيكون هو مفتاح الحرية لها، بالرغم من قسوة أبيها، وتقاليد العائلة التي كانت ترى أنها تكبلها، وتجسد رواية «الباب المفتوح» علامة فارقة في كتاب المرأة العربية، لتفتح "الزيات" بابا جديدًا لكتابات المراة العربية، من خلال شخصية "ليلى" تلك الفتاة الذكية، المليئة بالحيوية، لكنها تصادف أن تعيش في مجتمع تقليدي لا ينتظر من المرأة إلا الخنوع والطاعة. ولكن ليلى ترفض التسليم لتلك التقاليد، فتناضل من أجل أن تحصل على حريتها كإنسانة، كما تنخرط في الحركة الوطنية من أجل أن تحرر بلادها أيضًا، وبينما تغلي مصر وتثور خلال أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين فتواجه العثرات والانتصارات، نعيش مع ليلى آمالها وانهزاماتها وانتصاراتها في حياتها الشخصية في سبيل حب صادق تصبو إليه، حتى تنتهي وهي تضحك مع هذا الحب "حسين" رمز النضال وأحد الأذرع التي امتدت لها لتساعدها على فتح هذا الباب وتغلق الرواية وسط الحشد الجماهيري للذهاب من أجل تحرير الوطن وتسأله ليلى: هل هذه هي النهاية، ليبتسم لها حسين ويقول لها: "دي البداية يا حبيبتي"

وفي  الرحلة التي كتبتها "الزيات" سواء في أوراقها الشخصية أو "حملة تفتيش" نجدها تأخذنا في رحلة عبر الزمن والمكان التي كانت تعيش فيه استطاعت بكل صدق وصف المكان والناس ومعاناتهم من بيت الجد القديم، لتحمل الزيات قلب وروح وأحلام جيلها وأجيال بعدها الراغبين في التحرر.

وتقول الزيات عن كتابها "حملة تفتيش: أوراق شخصية"  حكاية أود أن أرويها ففي فترة احتجازي بسجن القناطر عام 1981، وإثر حملة تفتيش في العنبر الذي أقيم فيه، كتبت قصة قصيرة بعنوان "حملة تفتيش" ونحن في هذه القصة نجد أنفسنا إزاء صراع على أكثر من مستوى يتأزم ويلاقي في النهاية الحل، وأوراق تنتظم بعد حالة من عدم الانتظام، والأوراق تكتسب في القصة صفة الرمزية لا كمجرد أوراق شخصية بل كمراحل من العمر تتلاقي وتندرج أخيرًا في كل مفهوم.

 نشأتها على  مياه البحر المتوسط، جعلتها بمثابة المرآة التي تعكس أحلام الملايين الذين مروا عبرها. تشربت لطيفة من ينابيع الأدب والفن، وبدأت رحلتها في عالم الكتابة، وكانت موهبتها بمثابة الشجرة الممتدة جذورها في قلب الأرض الجافة  لتثمر ثورة وتمرد. 

فلم تكن "الزيات" مجرد كاتبة؛ بل كانت صوتًا للنساء والأصوات المهمشة، وعكست في أعمالها شجاعة المرأة وصمودها في وجه التحديات، وعندما نتأمل في شخصية لطيفة الزيات، نجد أنها لم تقتصر على الكتابة فقط؛ بل كانت ناشطة ثقافية وفكرية، تساهم في إثراء المشهد الثقافي المصري. لقد كانت عضوًا فاعلًا في الأوساط الثقافية، تسعى لنشر الوعي والتحرر الفكري، وتدافع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان بشكل عام. كانت رؤيتها تتجاوز حدود الورق والحبر، لتصل إلى أعماق الروح الإنسانية، حيث آمنت أن الكلمة هي السلاح الأقوى في معركة التغيير.

ومن خلال كتاباتها، نجد أنها لم تكن تسعى فقط لسرد قصص وشخصيات، بل كانت تسعى لخلق عالم متكامل من القيم والمبادئ التي تؤمن بها. كانت ترى العالم بعيون مختلفة، عيون ترى في كل شيء جمالًا خفيًا ينتظر من يكتشفه. كانت تؤمن أن الأدب ليس مجرد رفاهية ثقافية، بل هو ضرورة حياتية، وسيلة لفهم الذات والعالم من حولنا.

رمز للأمل والحرية 

وعلى الرغم من أن لطيفة الزيات قد غادرت هذا العالم، إلا أن إرثها الأدبي والفكري والنضالى ما زال ينبض بالحياة في قلوب محبي الأدب وفى تاريخ الحركة الوطنية المصرية. لقد تركت بصمة لا تُمحى، وجعلت من اسمها رمزًا للأمل والحرية. إن أعمالها تستمر في إلهام الأجيال الجديدة، تذكرهم بأن الكلمة، وإن كانت بسيطة، يمكن أن تحمل في طياتها قوة تغيير العالم، وتجعل من المستحيل ممكنًا.

 

289.jpg
لطيفة الزيات
288.jpg
فى مكتبة منزلها

 

265.jfif
لطيفة فى شبابها
264.jpg
263.jpg
فى شبابها

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق التنسيقية: المرأة المصرية بطل المشهد.. إقبال الناخبين على لجان الاقتراع في الساعات الأخيرة من انتخابات الشيوخ بقنا
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة