يشكّل أول مشروع لتحويل النفايات إلى كهرباء في سلطنة عمان خطوة إستراتيجية في جهود البلاد الرامية إلى خفض الانبعاثات والتحول إلى الطاقة النظيفة.
وأعلنت شركة "بيئة"، بالتعاون مع شركة نماء لشراء الطاقة والمياه، بدء إجراءات التأهيل المسبق لأول مشروع لتحويل النفايات إلى طاقة في سلطنة عمان، والمزمع إنشاؤه في ولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة.
ويُعدّ هذا المشروع حجر الأساس لتقنيات استرداد الطاقة من النفايات، والتخلص من الانبعاثات بما يدعم جهود تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وسيعتمد المشروع -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- على تقنية الحرق المتقدمة لمعالجة ما يقارب 3 آلاف طن من النفايات البلدية الصلبة يوميًّا، لتوليد ما يتراوح بين 95 و100 ميغاواط، باستثمارات تصل إلى 385 مليون ريال عماني (مليار دولار).
الاقتصاد الدائري
يأتي المشروع الإستراتيجي ضمن الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز مفاهيم الاستدامة وتقليل الاعتماد على مرادم النفايات، كما يُمثّل إحدى الركائز الأساسية لتحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040، لا سيما في مجالات خفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاقتصاد الدائري، واستغلال الموارد بكفاءة.
ويوصف الاقتصاد الدائري بأنه نموذج إنتاج واستهلاك يتضمن استعمال المواد والمنتجات الموجودة حاليًا، وإعادة استعمالها لأطول مدة ممكنة، وصرفها عن أن ينتهي المطاف بها في مكبات النفايات وتلويث البيئة.
ومن المتوقع أن يُسهم أول مشروع لتحويل النفايات إلى كهرباء في سلطنة عمان -عند بدء التشغيل التجاري في الربع الثاني من عام 2031- في تقليل ما يقارب 302 ألف طن من انبعاث ثاني أكسيد الكربون سنويًا، إلى جانب إضافة 760 غيغاواط/ساعة من الكهرباء المتجددة لشبكة الكهرباء الوطنية.

ويقع المشروع في ولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة، ويُقام على مساحة تقارب 190 ألف متر مربع، وتبلغ القدرة الاستيعابية اليومية للمخلفات الصلبة البلدية نحو 3 آلاف طن يوميًا باستعمال تقنية معالجة النفايات بالحرق، وهي تقنية حديثة تُستعمل لإنتاج الكهرباء من النفايات بطريقة آمنة وفعالة.
ودعت "بيئة" جميع الشركات المؤهلة وذات الخبرة في تطوير مشروعات تحويل النفايات إلى طاقة، إلى التقدّم بطلب التأهيل المسبق من خلال شركة نماء.
إدارة النفايات في سلطنة عمان
قال الرئيس التنفيذي لشركة "بيئة"، المهندس طارق بن علي العامري: "يمثّل المشروع نقلة نوعية في إدارة النفايات في سلطنة عمان، ليس فقط على مستوى التقنية، بل من حيث إعادة تعريف النفايات بصفتها موردًا إستراتيجيًا يمكن توظيفه لخدمة أهداف الطاقة والاستدامة.
وأضاف: "لقد عملنا على تطوير مشروع تحويل النفايات إلى كهرباء في سلطنة عمان بمنهجية تجمع بين الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية، بما يضمن تحقيق قيمة مضافة مستدامة".
وشاركت "بيئة" منذ المراحل الأولى في إعداد دراسات الجدوى الفنية والمالية، وقدّمت تقييمات شاملة حول خصائص وكميات النفايات المُتاحة؛ لضمان تشغيل المحطة لمدة 35 عامًا، بصفتها المُورد الحصري للنفايات.
ويمثّل أول مشروع لتحويل النفايات إلى كهرباء في سلطنة عمان نقطةَ تحول في الانتقال من الأساليب التقليدية للتخلص من النفايات إلى حلول مبتكرة لاسترداد الموارد والطاقة.
ويُكمل المشروع منظومة مشروعات "بيئة" في مجالات إعادة التدوير، ومعالجة النفايات الخطرة، واسترداد المواد، لتصبح الطاقة المتجددة إحدى الركائز الرئيسة لنموذج إدارة النفايات المتكاملة في السلطنة.
وشدد العامري على أن "النجاح المتوقع لهذا المشروع يعكس فعالية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، من خلال التعاون مع جهاز الاستثمار العُماني، وهيئة تنظيم الخدمات العامة، وشركة نماء لشراء الطاقة والمياه، إلى جانب الشركاء المحتملين من المستثمرين المحليين والدوليين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..