قد يؤدي ارتفاع تكاليف المفاعلات النووية الصغيرة، وطول الوقت اللازم لبنائها، إلى خروجها من المنافسة التجارية.
وبالنظر إلى أن المفاعلات الصغيرة (SMRs) قد تبدو متميزة نظريًا، فإنها حاليًا بعيدة عن المنافسة من حيث التكلفة، وفقًا للرئيس التنفيذي لشركة أبحاث واستشارات الطاقة، ريستاد إنرجي، جاراند ريستاد.
وعلى الرغم من الاهتمام الكبير ببناء المفاعلات النووية الصغيرة في دول مثل الدنمارك والنرويج وبولندا وإيطاليا، فإن تكاليف بناء المفاعلات النووية الجديدة ما تزال تُمثّل تحديًا كبيرًا، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأضاف جاراند ريستاد: "الصورة العامة هي أن تطوير المفاعلات النووية انتقل من الغرب في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي إلى الصين والهند وروسيا".
فشل مشروعات المفاعلات الجديدة
أشار الرئيس التنفيذي لشركة أبحاث واستشارات الطاقة، ريستاد إنرجي، جاراند ريستاد، إلى أن مشروعات المفاعلات الجديدة القليلة في الغرب قد فشلت فشلًا ذريعًا، بسبب ارتفاع التكاليف بنسبة تراوحت بين 50% و500%، وتجاوز وقت البناء لمدة تتراوح بين 5 و20 عامًا.
وأوضح ريستاد: "لقد كان الأمر كارثيًا"، مشيرًا إلى أنه "لمعالجة الوضع، طُرحت فكرة المفاعلات النووية الصغيرة في محاولة لخفض التكاليف وأوقات البناء".
وقال: "كان علينا إيجاد حل جديد، حل ذكي، ويبدو مفهوم المفاعل النووي الصغير متميزًا، والمهم هو أننا لم نشهد أيّ قرارات استثمارية".

مشروع مفاعل دارلينغتون النووي الصغير
أعرب الرئيس التنفيذي لشركة أبحاث واستشارات الطاقة، ريستاد إنرجي، جاراند ريستاد، عن أمله في صدور قرار استثماري لمشروع مفاعل دارلينغتون النووي الصغير الذي صمّمته شركة هيتاشي (Hitachi) في مقاطعة أونتاريو الكندية، هذا العام.
ويرى جاراند ريستاد أن مفهوم المفاعل النووي الصغير "إيه بي 1000" بقدرة غيغاواط واحد من شركة وستنغهاوس الأميركية بديل أكثر واقعية، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وقال ريستاد: "إنه مفاعل أكبر قليلًا"، مضيفًا أن المفاعلات النووية الصغيرة يجب أن تكون قادرة على الصمود، على سبيل المثال، في حالة تحطُّم طائرة".
وأوضح "أن هذه المفاعلات تحتاج إلى هذا النوع من الحماية غير القابلة للتطوير"، مضيفًا "أن بناء مفاعل صغير يتطلب جميع هذه التجهيزات المحيطة به، وستكون التكلفة أعلى".
وبيّنَ أنه "حتى الآن، لا تقترب المفاعلات النووية الصغيرة من القدرة التنافسية من حيث التكلفة".
وأكد أنه سيكون من "المرحَّب به" أن تنخفض التكاليف خلال السنوات الـ10المقبلة، ما يجعلها قادرة على المنافسة.

من ناحيتها، أعلنت شركات "أونتاريو باور جينريشن" و"جنرال إلكتريك فيرنوفا" و"هيتاشي نيوكيلر" في 8 مايو/أيار الماضي أن سلطات أونتاريو وافقت على خطط بناء أول مفاعل من مفاعلات صغيرة من طراز "بي دبليو آر إكس 300" في موقع مشروع دارلينغتون النووي الجديد على بحيرة أونتاريو في كندا.
ويُعدّ هذا أول مشروع بناء نووي جديد في أونتاريو منذ أكثر من 3 عقود، وهو أول مشروع لبناء مفاعلات نووية صغيرة في أميركا الشمالية.
تأتي هذه الموافقة بعد حصول شركة "أونتاريو باور جينريشن" (Ontario Power Generation) على ترخيص لبناء أول وحدة مفاعلات صغيرة من هيئة السلامة النووية الكندية في أبريل/نيسان الماضي، ما يُمهّد الطريق لبدء أعمال البناء، حيث من المقرر اكتمال الوحدة الأولى بحلول نهاية العقد.
ويتعين على شركة "أونتاريو باور جينريشن" الحصول على ترخيص تشغيل قبل أن يبدأ مفاعل الماء المغلي -بقدرة 300 ميغاواط كهربائية- التشغيل التجاري.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
- "المفاعلات النووية الصغيرة ما تزال بعيدة عن المنافسة"، من منصة "مونتل"
- "شركة "أوه بي جي" حصلت على الإذن النهائي لبناء أول مفاعل نووي صغير في أميركا الشمالية"، من الموقع الرسمي للجمعية النووية الأميركية