في مشهد بات يتكرر بشكل يومي، تعيش قرية برخيل التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج على وقع سلسلة من الحرائق الغامضة التي تندلع في المنازل والحقول دون سابق إنذار أو أسباب واضحة حالة من الذعر والقلق تسود بين الأهالي، الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بنيران لا يعرفون مصدرها، وسط غياب حلول جذرية وتفسيرات منطقية لما يحدث وبين منازل محترقة، ومزارع متفحمة، وأسر مشردة في الشوارع، تبدو القرية وكأنها على أعتاب كارثة إنسانية تحتاج إلى تدخل عاجل من الجهات المعنية.
وتشهد قرية برخيل التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج حالة من القلق والرعب، بعد اندلاع سلسلة حرائق غامضة خلال الأيام الماضية، التهمت عددًا من المنازل والمزارع، وسط عجز تام عن تفسير أسباب اشتعالها أو السيطرة على امتدادها المفاجئ.
النيران تندلع فجأة وبدون سابق إنذار
وبحسب روايات الأهالي، فإن النيران تندلع فجأة وبدون سابق إنذار، سواء في المنازل أو الحقول، قبل أن تمتد إلى أماكن مجاورة، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الممتلكات، شملت احتراق محاصيل زراعية، وأجهزة كهربائية، بالإضافة إلى نفوق أعداد من الماشية والطيور.
الوضع المتدهور أجبر عددًا من الأسر على مغادرة منازلها واللجوء إلى الشوارع والحقول، خوفًا من أن تمتد إليهم ألسنة اللهب خلال الليل.
ورغم وجود سيارة إطفاء متمركزة بشكل دائم داخل القرية، إلا أن السكان يرون أن هذا الإجراء غير كافٍ في ظل تكرار الحوادث، خاصة في ظل غياب نقطة إطفاء مجهزة أو خطة طوارئ فعالة لمواجهة الموقف.
ويطالب أهالي برخيل بتدخل عاجل من الجهات المعنية، وفتح تحقيق رسمي لكشف الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة الغامضة، التي وصفوها بـ"غير الطبيعية"، محذرين من أن استمرار تجاهل الأمر قد يؤدي إلى كارثة أكبر تهدد الأرواح والممتلكات.
وناشد السكان عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المسؤولين بسرعة التحرك، مؤكدين أن حياتهم أصبحت في خطر دائم، في ظل عجزهم عن فهم أو مواجهة ما يجري في قريتهم.
محافظ سوهاج يصدر توجيهات عاجلة
ومنذ عدة أيام أصدر اللواء دكتور عبدالفتاح سراج، محافظ سوهاج، توجيهات عاجلة للجهات المعنية بالتحرك الفوري إلى قرية برخيل بمركز البلينا، لمتابعة تداعيات الحرائق المتكررة التي اندلعت مؤخرًا في عدد من المنازل، وتقديم الدعم اللازم للأهالي.
وكلف المحافظ مديريات التضامن، والتموين، والصحة، بتنفيذ زيارات ميدانية لتقييم الأوضاع وتقديم المساعدات، مع وضع خطة استجابة عاجلة كما شدد على رفع كفاءة البنية التحتية والخدمات داخل القرية، وتوفير المستلزمات الطبية وتعزيز الخدمات الصحية.
ووجه المحافظ أيضًا بتحليل عينات من مواقع الحرائق لتحديد أسبابها، وتكثيف أعمال لجنة المعاينة الفنية للتأكد من شروط السلامة البيئية كما تم الدفع بسيارات إطفاء وإسعاف للتمركز داخل القرية، مع البدء في صرف تعويضات للأسر المتضررة، واستكمال خطة الحماية المدنية.
ضرورة التنسيق بين وزارتي الري والزراعة
حذر الدكتور مجدي علام، الخبير البيئي، من خطورة بقايا النخيل وقصب السكر والأشجار، مؤكدًا أنها تتحول إلى مادة مساعدة على الاشتعال، خاصة عند تعرضها للمياه، حيث تدخل في حالة تخمر تنتج غاز الميثان، الذي يشتعل تلقائيًا عند ملامسته للهواء دون الحاجة إلى مصدر نار مباشر.
وأوضح علام، أن الاشتعال الذاتي لمخلفات المحاصيل الزراعية والقمامة يمثل تهديدًا حقيقيًا لسلامة المواطنين، داعيًا إلى التخلص منها بشكل آمن عبر وضعها على جانبي الترع، بعيدًا عن أماكن السكن.
وطالب الخبير البيئي رؤساء المجالس المحلية بالقرى بتحمل مسؤولياتهم في تنظيم عملية جمع هذه المخلفات، مشددًا على ضرورة التنسيق بين وزارتي الري والزراعة لإعادة تدويرها بطرق آمنة ومستدامة.
